كما قدم سموه خلال المؤتمر الصحفي الختامي لحج هذا العام 1438هـ الذي عقده بمقر الإمارة بمشعر منى اليوم ، شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على متابعته لمراحل الحج وكل ما فيه راحة الحجاج، ولصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الذي قضى معظم وقته في أيام الحج وقبلها، بالمتابعة المستمرة بصفته المسؤول الأول عن إدارة شؤون الحج والحجاج .
وأكد سموّه أن أكثر من مليوني حاج وقفوا على صعيد عرفات، رافعين أيديهم وباسطين أكفهم لخالق السماء والأرض يطلبون منه العفو والمغفرة، لم تكن لديهم مصالح دنيوية أو وقتية أو شخصية، بل جاؤوا إلى هذه الأرض المقدسة ليجسدوا الصورة الإنسانية الصحيحة للإنسان المسلم في كل بقاع الأرض، ويمثّلون أكثر من مليار و 800 مليون مسلم على وجه الأرض، ويقدمون للعالم أجمع رسالة سلام الإسلام ، التي تبنّتها حملة الحج الإعلامية لهذا العام .
وأشار سموّه إلى أن ما يحدث الآن من فتن وحروب ومنازعات وتآمرات بين البشر، لا تسر الخالق ولا تشرّف الإنسان، وقال : ” نريد أن نتعاون ونتشارك، ونكون من المشاركين وليس من التابعين، لإعمار هذه الأرض، وأن نتقاسم معكم الحياة ونشارككم المعلومات والتاريخ والحاضر والمستقبل، ولكن ذلك يتطلب المشاركة الجدية منّا ومنكم فهل من مصالح ؟ وهل من مشارك ؟ وهل من مصافح ؟ ” .
وتقدم سموه باسمه واسم جميع المشاركين في خدمة الحجاج لهذا العام، بالشكر والتقدير لحجاج بيت الله الحرام، الذين شاركوا الحب بالحب ، والاحتضان بالاحتضان ، والتقدير بالتقدير، وأسهموا في إنجاح هذه الفريضة، راجيًا من الله أن تكون المملكة قد قدمت لهم بعضًا مما يستحقونه من تقدير واحترام وخدمة ، وهم يستحقون ذلك .
وقال سموه : باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وباسم الوطن والمواطن أتمنى من جميع الحجاج أن ينهوا مناسكهم في هذه المناسبة العظيمة، وأن يعودوا إلى بلادهم معززين مكرمين مقبولين من قبل خالق السموات والأرض، وأن ينالوا ما تمنوه وما طلبوه من مغفرة ورحمة من رب العالمين، وأن يوفقنا وإياهم لخدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم المفهوم الصحيح للإسلام الذي شوه وللأسف من بعض المسلمين في مشاكلهم وفتنهم وفي بعض الأحداث التي لاتشرف المسلمين، داعياً الإعلاميين أن ينقلوا رسالة حجاج بيت الله لجميع أنحاء العالم، حيث أنها لنا رساله، ورسالتنا السلام وسلام الإسلام ، كما أننا نمد أيدينا فهل من مصافح؟ .
وقال سمو الأمير خالد الفيصل في رد على سؤال حول أبرز الملفات التي ستناقش من حج هذا العام للحج القادم : إن هذه الملفات التي ستناقش هي التقارير التي تنقل لنا من قبل العاملين في أرض الميدان خلال موسم الحج ، حيث أنهم هم أقرب من الحدث ، مشيراً إلى أنه يتم استقبال التقارير من الجهات المختصة التي أسهمت في نجاح هذا الحج للعام الحالي ، وتقديم الخدمة للحجاج والمعتمرين ، كما ستبدأ الدراسة خلال أول اجتماع للجنة الحج المركزية بعد موسم هذا العام مباشرة .
واضاف سموه أن المملكة تتخذ إجراءات كل عام لتحديد ولتطوير الخدمات في الحج ولتطوير المشاعر المقدسة ، مفيداً أن الحوادث التي وقعت الأعوام الماضية هي من اختصاص الجهات الأمنية وسيتم الإعلان عنها في وقتها .
وأكد سموه أن الحج استثنائي في كل الأمور من الخدمات والطرق التي اتخذت في الخدمة والإدارة وتنفيذ الأوامر والتعليمات والثقافة ، حيث أن ثقافة الحج تطورت من ثقافات حجاج أو ثقافة خدمات سواءً مسؤولين أو حجاج ، كما أن هناك روح تسامح؛ روح إسلامية صحيحة؛ روح محبة وإخلاص .
وقال سموه خلال تعليقة على الخطة القادمة لتوسيع السياحة الدينية في مكة المكرمة : لايوجد سياحة دينية في مكة المكرمة بل إنها مكان للحج وللعبادة ، حيث أن كل من يقصد بيت الله الحرام هو لأداء الفروض الإسلامية ، مبيناً أن السياحة خارج حدود مكة والمشاعر المقدسة .
وحول الإجراءات التي أتخذتها المملكة تجاه الحجاج الأيرانيين ودعوتهم بتسييس الحج, قال الأمير خالد الفيصل : إن الإيرانيون مسلمين وهذه البلاد مفتوحة لجميع المسلمين لأداء الحج وأداء المناسك , ولم نمنع الإيرانيين ولم نمنع أحد من أي جهة كانت في العالم عن أداء مناسكهم أو زيارة الأراضي المقدسة ومكة المكرمة , فهم مدعوون مثل غيرهم من المسلمين للحج ولزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فرائضهم , ولكن نرجو من الجميع أن من يأتي إلى هذه الأماكن أن يأتي للحج وللعبادة فقط, لأن هذه أرض عبادة وأرض لجميع المسلمين ليؤدوا فريضتهم ونسكهم التي فرضها الله عليهم.
وأكد سموه أن المملكة لم تمنع الإيرانيين أو غيرهم ولكن تشترط عليهم أن تكون الزيارة للعبادة فقط وليست للسياسة , لأن الحج ليس للسياسة فلا تسييس في الحج , والمملكة ترفض أي استخدام لهذا الوقت , في هذا المكان لأمر أخرى غير العبادة.
وحول قيام بعض الحجاج الإيرانيين برفع شعارات طائفية وسياسية في المسجد الحرام, أكد سموه أن المملكة لا تسمح بالقيام بمثل هذه الأمور, ولكن هناك بعض الأشخاص يقومون بمثل هذه الأمور وهذه تخمد في وقتها.
وأفاد سمو أمير منطقة مكة المكرمة أن هذه البلاد , المملكة العربية السعودية لا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها الخاصة وهي كذلك لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى بأي شكل من الأشكال ولكن عندما يأتي الحاج أو الزائر إلى هذه البلاد , تقدم له المملكة كل المساعدات الممكنة لقضاء حاجاته الإيمانية .
وفي سؤال لسموه عن تقييم مستوى الخدمات المقدمة في موسم حج هذا العام , وزيادة الحجاج في الأعوام القادمة, بين سموه أن نسبة زيادة الحجاج هذا العام بلغت 30 % , وفي الأعوام القادمة هناك توجه ورؤية للمملكة للارتقاء بمستوى الخدمات للحجاج لتكون دائماً في مستوى الطلب.
و حول ما تقدمه المملكة للحجاج الأحواز من خدمات قال مستشار خادم الحرمين الشريفين :” أنا أؤكد لكم أننا نكن لكم كل المحبة والاحترام بمثل ما تكنونه لنا , ونبادلكم كل الإخلاص في العمل وفي العبادة لله تعالى وفي الدعوات له بأن الله سبحانه يعينكم على ما أنتم فيه , ونحن سوف نكون دائماً في خدمتكم في هذه البلاد وفي هذه البلاد المقدسة , ولكن حدود صلاحيتنا لا تتعدى منطقة مكة المكرمة , فنحن لا نتدخل في شؤون أي بلاد أخرى ولكننا نرحب بكل من زارنا وكل من وصل إلى هذه البلاد المباركة لتقديم كل الإمكانات في الخدمات الممكنة التي يمكن أن نقدمها في متناول أيدينا فمرحبا وسهلا بكم في أي وقت وفرصة تشرفونا فيها”.
وفيما يخص تطور شبكة النقل والمبيت في المشاعر المقدسة أفاد سموه أن المملكة لا تتدعي الكمال أو الوصول لكل ما تصبوا إليه أو ما ترتضيه للحاج الكريم ضيف الرحمن الذين يأتون في كل عام , وأنها تقدم كل ما يمكن لخدمة ضيوف الرحمن , ولأن الزيادة في عدد الحجاج في السنوات الأخيرة كانت أكبر من مما هو متوقع وما يتم الاستعداد له , حيث كان المبيت في السابق والنقل مريح أكثر لأن عدد الحجاج كان بأعداد قليلة جداً عما هم عليه الآن , مؤكداً حرص القيادة الرشيدة الدائم على تطوير كل الإمكانات ومنها وسائل النقل من خلال المشاريع الترددية للحافلات والنقل بالقطار وغيرها من الوسائل.
وأضاف سموه سوف تشهد الأعوام القادمة إن شاء الله المزيد من المشروعات التطويرية في مجال النقل وغيره , وكذا فيما يخص المبيت , مشيراً إلى إن هناك العديد من المشروعات المعدة والجاهزة وهي في لمساتها الأخيرة في وزارة الحج سيتم البدء في تنفيذها والاستفادة منها فور الانتهاء من دراستها وإعدادها ليتم البدء في إنشاء منشآت غير الخيام القائمة حالياً في منى وغيرها من المشاعر .
وقال سموه في معرض إجابته على سؤال عن رد سموه على بعض الأقلام التي هاجمت سموه الكريم عقب المؤتمر الذي عقده سموه يوم التروية :” نحن لا يهمنا ماذا يقال عنا من الخارج ممن لا يهمه إلا الانتقاد وأما من يناصحنا الأمر ويقدمون إلينا نقداً بناء فنحن نتقبل النقد البناء , وأهلاً بمن يطلعنا ويشعرنا بعيوبنا لنتلافاها في المستقبل , أما من أراد أن ينتقد ويتحدث لأمور أخرى فنحن لا نأبه بهذه الأمور أو نرد عليها “.
وحول مشروعات الحرم والمشاعر وزيادة عدد الحجاج في السنوات القادمة أكد سمو أمير منطقة مكة المكرمة حرص المملكة على تطوير المنشآت والمرافق وكل ما يقدم للحاج من خدمات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة , وأن زيادة عدد الحجيح يكون وفق النسب المتفق عليها بين الدول الإسلامية ووفق عدد السكان ونحن نسير وفق هذه النسب.
وأرجع سمو الأمير خالد الفيصل تطوير أعمال الطوافة إلى وزارة الحج والعمرة،كونها الجهة الحكومية المنوط بها التنظيم والترتيب والتنسيق لمثل هذه الأمور، مشيراً إلى حرص الوزارة ووقوفها على ايجابيات وسلبيات المؤسسات بما يخدم المعتمرين والحجاج .
وعدّ سموه المشاركة المجتمعية بصفة عامه أمر مهم لنجاح أي مشروع، مشيراً إلى أن الحملة الإعلامية “الحج عبادة وسلوك حضاري” أثمرت عن نتائج إيجابية , وتقدم كبير باتجاه رفع وعي وثقافة المجتمع في هذا المجال.
وشدّد سموه على موقف المملكة العربية السعودية الثابت تجاه شعيرة الحج، والنأي بنفسها عن التعامل مع الأصوات الباحثة عن إثارة أي أمر أو إحداث بلبلة حيال هذه الشعيرة والفريضة الدينية التي ينبغي احترامها والعمل على خدمة المسلمين ، مؤكداً رفض حكومة المملكة القاطع الزج بهذه الفريضة الدينية العظيمة أو استغلالها في أي أمور سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك، وعدها مهمة تشُرف بها المملكة ومسؤولية وأمانة يجب الاضطلاع بها بإخلاص واحتساب، بما يضمن للمسلمين أداؤها، براحة وطمأنينة .
وقال سموه : المليونا مسلم الذين تشرفت المملكة بخدمتهم في حج هذا العام 1438هـ هم شهود الله في أرضه على نجاح المملكة العربية السعودية في هذه المهمة – ولله الحمد ـ ، مرجعاً ذلك إلى توظيف المملكة وتطويع كل إمكاناتها وطاقاتها المادية والبشرية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن وعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة .
وحمل سمو أمير منطقة مكة المكرمة الإعلام العالمي بمختلف وسائله وأدواته أمانة نقل رسالة سامية لمليوني حاج وحاجة، مفادها أن الإسلام دين سلام ومحبة وعطاء، وأن كل منتسبٍ لهذا الدين الحنيف يمد يده للجميع ولمن يريد مشاركته إعمار العالم لا هدمه وخرابه.
وحول الميزانية المخصصة لخدمة المشاعر المقدسة والحجيج قال سموه: “المملكة لم تعتد على التفاخر والتباهي فيما يتعلق بحجم الأموال التي تضخها وتبذلها مالياً في هذا الشأن، وتتعامل مع هذا الأمر على أنه مبدأ من مبادئها الثابتة الذي لن تحيد عنه”، مؤكداً أنها لو فعلت لتجاوزت بهذه الأرقام كل التوقعات والتكهنات.
وكشف سمو الأمير خالد الفيصل في ختام المؤتمر ،عن خطة متكاملة لتطوير المشاعر المقدسة، سيعلن عنها في الوقت المناسب، من شأنها استيعاب أعداد أكبر من الحجيج بما في ذلك الخدمات المقدمة .