عبد الرحمن بشر : رئيس التحرير : يقول الدكتور / محمد المحضار وهو لاجئ يمني في المانيا : سحابة سوداوية تخيم على مستقبل وطننا الحبيب اليمن نراها في أعين كل اليمنيين سواء من هم داخل الوطن أو المغتربين في أرض الشتات بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب والدمار والضياع .

ويضيف ….. أنه وبالرغم من أن الحرب تكاد تكون قد قلت كثيرا عن ماضي الأيام أو بمعنى أصح تجمدت بتوافق خفي لانعلمه بموجب إتفاق وتفاهم بين الفرقاء بدعم خارجي إلا أن مايهمنا أن نشير إلى أن اليمن قد ورثت لنا في هذه الحرب الكثير من المآسي والأوجاع والمظالم والضياع والتشرد ، فلا تنمية ولا مشاريع ولا حياة كريمة يعيشها اليمني سواء في الداخل أو في الخارج .

وقال المحضار …… اليمن تشهد تدهور سريع ومتلاحق للعملة الوطنية واقتصاد ينهار بكل قواه كل يوم بل وفي كل دقيقة وثانية ليرهق التاجر والمستهلك والمواطن والوطن على حد سواء حتى أصبح البلد على حافة الهاوية اولضياع بما قد يتسب بنقل الشعب من حالة تحت خط الفقر الى حالة الفاقة ( وهي الحالة التي يكون فيها المواطن غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن وتعليم وحياة كريمة ) .

اليمن تشهد تدهور كبير ومتلاحق أجبر الكثير من التجار ورجال المال والأعمال اليمنيين الخروج من الوطن بأعمالهم ومشاريعهم واستثماراتهم الى دول خارجية رحبت بهم وجذبتهم بل ومنحتهم فرص وإمتيازات الإستثمار المفيد والآمن بل وقدمت لهم كافة التسهيلات والدعم بما في ذلك منحهم اقامات دائمة وجنسيات .

اليمن تشهد تدهور مخيف أضاع مستقبل الخبرات والكفاءات اليمنية الماهرة والمبدعة وجعلها تقرر الهروب والهجرة الى تلك الدول التي سعت لإستقطابهم والتي تقدر وتهتم بعلومهم ومهاراتهم وخبراتهم وإبداعاتهم ومنحتهم الكثير من الفرص والوظائف والتسهيلات لهم ولأسرهم بل وبعضها منحتهم الجنسية والإقامة الدائمة وسهلت لهم لم الشمل مع أسرهم من أباء وأبناء .

اليمن تشهد تدهور متنامي أوقف جميع مشاريع التنمية بل وأوقف عجلة التنمية كلها وسط تزايد المخاوف من تزايد الأزمات الخانقة لحياة الناس وأصبح الماء عملة نادرة والكهرباء عملة صعبة وأصبحت اليمن بلا مشاريع بنية تحتية ولا بنية اقتصادية ولا بنية تعليمية وضاعت الحقوق وأصبح الوضع كله كارثي ينذر بشلل تام لعجلة البناء والتنمية والتي لم تعد اليمن تعرف منها الإ الإسم وغابت المؤسسات الدستورية والقانونية وغاب الأمن وغاب القانون وسادت لغة الفساد والمحسوبية والمظالم والفتن .

اليمن تشهد تدهور مأسأوي أظهر الفساد بأنه وظيفة ممنهجة وأن المفسدين هم أبناء الدولة وأصحابها الشرعيين وأن الوجبات الدسمة التي يقدمها المانحين والداعمين من هبات وتبرعات ودعم ووظائف ودراسة وتدريب … الخ هي جميعها ملكا للفاسدين ومحرمة أن ترى النور على أرض اليمن أو أن تصل لأبناء الشعب وإن كانوا هم الأحق بها ، كما أظهر الفساد بأن الوظائف العامة هي حق مكفول لرموز الفساد ومعاونيهم وداعميهم بل وأنها حكرا لهم وبس .

اليمن تشهد تدهوا في الخدمات بشتى أنواعها فلا ماء ولا كهرباء ولا صحة ولا تعليم ولا خدمات اساسية ولا خدمات طبية وانسانية ولا بنى تحتيه ولا إعمار ولا مشاريع تنموية ولا صيانة بل حياة يائسة بائسة موجعة للصغير والكبير وكل أفراد الأسرة والمجتمع .

ختاما …… ويختتم الدكتور المحضار قائلا فعلا : اليمن الى أين ؟؟؟ سؤال يحتاج الى اجابة ولازلنا نبحث عنها في دهاليز الوطن المفقود وخاصة بعد أن استولت فئة قليلة على جميع مقدرات ومستقبل شعب بأكملة وتركت الوطن مغشيا عليه في حالة موت سريري يصارع الألم بعد أن أصبح ينزف ضياعا وفقدانا وألما وخاصة بعد أن ضاع القانون وتعطلت المحاكم وأصبح الحق ينتزع بقوة رموز الفساد وشللية المحسوبية وأصحاب القرار والنفوذ …


كلمة التحرير : شبكة دنيا المغتربين الإعلامية ، ممثلة برئيس التحرير المستشار عبد الرحمن بشر وكعادتها في متابعة ورصد وتوثيق ونشر معاناة اليمنيين في الداخل والخارج تطرقت في هذا الريبورتاج الإعلامي الخاص والمتضمن توصيف الدكتور محمد المحضار اللاجئ اليمني في المانيا منذ قرابة عشر سنوات عن الوضع المأساوي اليمني والذي تطرق فيه الى وضع اليمن المتجه الى المجهول بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها منذ بدايات الحرب وحتى اليوم وخاصة وـأنه لاتبدو أن هناك تباشير فرج قريبة للوطن والمواطنين رغم ازدياد المعاناة وحتى أصبح مستقبل اليمن واليمنيين في عالم المجهول فعلا ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .
نسأل الله أن يحفظ اليمن وأهل اليمن في الداخل والخارج …








