دنيا المغتربين:بيروت: أجرت جريدة اللواء اللبنانية ، وهي أقدم الصحف اللبنانية القائمة ، وتصدر في بيروت، باللغة العربية ، حوارا شيقا ، وممتعا مع النجمة الإعلامية اليمنية ، المستشارة مها البريهي .
جاء في مقدمة المقابلة تقديم المستشارة الإعلامية مها البريهي فهي من أسرة يمنية عريقة، وأنها إعلامية معروفة في اليمن ، والوطن العربي ، في مجال تقديم الأخبار ،والبرامج ، والأفلام الثقافية ، والوثائقية منذ 25 عاماً ، بين الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة .
وتعتبر مها البريهي المذيعة الأولى للأخبار بحسب دراسة لإحدى المؤسسات البحثية الإعلامية ، إلى جانب عدد من زملائها بين الأعوام ( 1990 – 2010 ) و ( 2012 – 2013 ) . معها كانت دردشة حول مسيرتها الإعلامية ، وعادات وتقاليد اليمن ، ونشاط المرأة اليمنية وتطلّعاتها .
تقول البريهي : لم أجد صعوبة في ممارسة عملي الإعلامي، فأنا من عائلة تتمتع بالعلم وتحترم عمل ونشاط المرأة، وأكثر أفراد أسرتي يعملون في القضاء والفقه. نحن من مدينة إب الخضراء التي تقع في المناطق الوسطى في اليمن وتتميّز بجوّها المعتدل وخضرتها الدائمة طوال العام ، وأمطارها كما اليمن صيفاً وشتاءً ، لهذا يقال اليمن السعيد .
اليمن السعيد
– هذه مقولة قديمة أُطلقت لأن اليمن تتمتع بجمال آسر من التنوّع في طبيعة التضاريس والجغرافيا، فهي ما بين بحر وسهل وجبل .
علمت أن والدك كان لواءً في الدولة وتبوأ مناصب مهمة ومتعددة منها مديراً للأمن في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية… كيف أثّر عليك الانتقال من منطقة لأخرى ؟
– التنقل بين المحافظات حسب عمل الوالد جعلني أتعرّف عن كثب على لهجات وعادات وتقاليد كل منطقة أقمنا فيها، وهي تختلف بين منطقة وأخرى ، وهذا أكسبني معرفة النّاس ، وسبر أغوار هذه المناطق والتعامل مع عاداتها بلهجتها في برامجي مما جعلني قريبة من النّاس .
سفارة الجمهورية اليمنية
بيروت
متى عُيّنت « مستشارة إعلامية » في سفارة اليمن في بيروت ؟
– عام 2014 صدر قرار تعييني .
هل واجهت أية معارضة من الأهل في السفر إلى لبنان ؟
– أبداً، فأهلي يتفهّمون طبيعة عملي. وطبيعة مهنتي كإعلامية ومذيعة. وللعلم فبيتنا من البيوت التي تركّز على تعليم الطفل كيف ينطق اللغة العربية والقرآن الكريم بشكل صحيح وسليم، ثم يُلْحِقون الأطفال بالكتّاب لدراسة القرآن الكريم والتجويد قبل سن المدرسة .
لبنان
كيف وجدت لبنان؟ وما هي العادات الأحلى باليمن التي تفتقدينها في لبنان ؟
– الرائع في لبنان أنني لم ألتق بلبناني أو لبنانية إلا ويقول لي بأن أصله من اليمن ويفتخر .
هذا قرّبني كثيراً من العديد من فئات المجتمع اللبناني على اختلاف طوائفه .
بالنسبة للعادات فاليمن مجتمع ما يزال يحتفظ بعاداته ويتمسّك بها بقوة، لأن النسبة الأغلب من اليمنيين هي تقليدية ومحافظة. فالمدينة لم تطغَ على الكثير من هذه العادات. وهي تختلف عن عادات لبنان وتقاليده في كل شيء تقريباً، ومن الطبيعي أن أفتقد لبعضها .
هل للمرأة دور يُحتسب لها في المجتمع اليمني ؟
– آخر مؤتمر عقد حول « الحوار الوطني » وضم مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية في اليمن، كان للمرأة فيه النصيب الأكبر من المشاركة .
فالمرأة في اليمن تقلّدت العديد من المناصب المهمة . فهي وزيرة، وعضو مجلس نواب، ووكيل وزارة، ومدير عام ، ورئيسة للأقسام الأخرى بعد التدرّج الوظيفي ، وقد أثبتت كفاءتها في كل مجال، وهي امرأة متعلّمة تسعى للحصول على شهادات عليا وتعتبر من النخبة .
وكما نساء لبنان ، طالبت نساء اليمن بالكوتا بنسبة 30٪ في مراكز القرار ، علماً أنهم حاصلات عليها تقريباً بدون نص قانوني .
كيف أثّرت الحرب على المرأة ؟
– الحرب تدمّر كل شيء جميل، تدمر الطموح والأماني، ولكن هنالك مجموعة من النساء من كل الأطياف في اليمن التقين حول «التضامن النسوي» ويعملن تحت شعاره لإحلال السلام ورفع صوت المرأة عالياً في أروقة الأمم المتحدة ،ومنظمات حقوق الإنسان ، والمحافل الدولية ، والعربية لإيقاف الحرب من جهة ،ومناصرة ودعم النساء من جهة أخرى اللاتي تعرّضن للخطف والسجن وتشويه السمعة، وأولئك النسوة اللاتي لا يجدن معيلاً لهن .
بمناسبة « يوم المرأة العالمي » ما الذي تتمنينه للمرأة اليمنية ؟
– أتمنى لها أولاً أن تقف الحرب ، ويعمّ السلام والأمن ، وأن تعود إلى حياتها الطبيعية، وأن يكون لها مساحة أكبر ، وأوسع للتعبير عن نفسها ، كما أتمنى لها أن تكون في الصفوف الأولى وتتبوأ أماكن أكثر في صنع القرار .
شكرا …
جريدة اللواء
على هذا الحوار
الوثائقي المميز