دنيا المغتربين :عبد الرحمن بشر: فقدت اليمن أحد أعمدة صحافتها وكتابها الكبار الذين أرتبط إسمهم بعمود ثابت في جريدة الثورة اليمنية تحت إسم (لحظة يازمن )، وهو الأستاذ والصحفي المعروف / محمد المساح ، والذي ينتمي الى مديرية الشمايتين محافظة تعز .
هذا …… وقد نعت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، اليوم السبت، الكاتب والأديب ، والصحفي الكبير الأستاذ محمد المساح رئيس التحرير الأسبق وصاحب عمود لحظة يازمن، أحد أبرز الأعمدة الأشهر في صحيفة الثورة .
وقالت مؤسسة الثورة في بيان ، إن الوطن والصحافة اليمنية واليمن فقدت برحيل الأستاذ محمد المساح واحدا من أبرز رموزها الصحفيين الذين رابطوا في منبر الكلمة الحرة لعقود من الزمن، جاعلا من عموده اليومي “لحظة يازمن” صوتا للبسطاء، ومساحة لنقل همومهم ومعاناتهم .
وأضافت : “لقد جسد الكاتب والصحفي الكبير محمد المساح طوال مسيرته الصحفية، مثالا للصحفي الشجاع المنحازة للحقيقة ، والحقيقة فقط، منتصرا لهموم المجتمع ولقضاياه، جاعلا من كتاباته وكلماته الصادقة جسر عبور لهموم الوطن والمواطن، وصوتا قويا ومؤثرا على مدى عقود”.
وتوفي الاديب والكاتب الكبير محمد المساح، مساء الجمعة الماضي 19 ابريل 2024م ، عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد مسيرة مهنية حافلة بالعطاء والتميز والابداع في المجال الصحفي والاعلامي والادبي، حيث يُعد أحد أعمدة الصحافة اليمنية وممن أسهموا في تطوير العمل الصحفي والإعلامي في مؤسسة الثورة ومطبوعاتها .
لم يعد الزمن
يستمع الى نداء
أو كتابات المساح
بعد عقود
من الزمن في
جريدة الثورة اليمنية
الكاتب والصحفي
محمد المساح
يمسح يده من الدنيا
ويغادرها الى
دار الفناء
رحمة الله تغشاه
كان كاتبا مثابرا
في صحيفة الثوره
لعشرات السنين
“لحظة يا زمن”
من أبرز أعمال
المساح التي تميزت
بالعمق والجمال
في السرد
والتي نقلت لنا
عوالم مختلفة
وشخصيات مميزة
عاشت تحت
ظروف صعبة وظالمة
ولكنها استطاعت
الصمود والبقاء
بوفاة محمد المسّاح
تفقد اليمن
كاتباً عظيماً
لم ينل من
حكوماتها المتعاقبة
ما يستحقه
من الاحتفاء والتكريم
….نعاه كثير من الصفحيين والإعلاميين والمثقفين ورواد الكلمة وفي مقدمتهم رفيق دربه وصديقه الذي تأثر كثيرا بسماع رحيل المساح / وهو الأستاذ والمثقف والصحفي اللامع / عبد الرحمن بجاش أحد رواد الصحافة والإعلام والثقافة في العالم العربي حيث جاء في مرثيته :
أ.عبد الرحمن بجاش
ينعي رفيق دربه
( 1 )
” زوربا” الصحافة اليمنية يقرر الرحيل “1”
من يرقص الرقصة الاخيرة يامساح ؟
ليتني ما صحوت
ليت النوم أصر على دفن رأسي داخل المخدة اللعينة ..
لكنني صحوت ، ثمة نداء ألح المنادي علي لافتح عيني وكل حواسي
رسالة من محمد صادق
من مصطفى راجح
من انتصار السري
وليد البكس ، أطللت على صفحته ، كان يبكي ، ارتحت لتعليق يقول :
مش صحيح ، عملت نفسي مرتاح
مددت يدي للتلفون ، اتصلت ، لم يرد ، معتاد على أنه يرد على اتصالي على الفور، نظرت الى الساعة ، الوقت متأخر، حاولت أن أطمن نفسي :
اكيد سيتصل بك الصباح
اتصلت من جديد ، تكرر الصمت البليد ورنين الهاتف يزعج الليل
لم اصبر، كتبت رسالة لزوجة نجله :
كيف عمك ؟
لا جواب
فتشت بين الاسماء ، رقم سهيل هاهو
اتصل ..
يأتي الصوت مثقلا :
أيوة ياعم عبده
أمني نفسي بأن يقول :
أبي نام
لكنه رماها في وجهي :
أبي توفي
متى ؟
قبل ثلاث ساعات
اختنقت
ردت البنت :
” مرض اليوم بعد المغرب شوية “
“””””””””””
قبل يومين أمس الأول كان آخر اتصال :
أيوة وقد رحت السوق واشتريت سكرودقيق وزيت وبقية الحاجات ..
كل ثاني يوم لابد ان اتصل به ..لازم
قبل أيام لاادري لم شعرت بالحنين للذهاب للسؤال عن محمد وعبد الله لاهب ، والى شارع الذهب ، إلى الزقاق الذي يعرف أقدامنا ، وقفت والباب مغلق ، احدهم جلس هناك ، سألته :
أين لاهب صاحب السلتة ؟
مات
وعبد الله ؟
مر طفل ، ناداه ، سأله ، أكد :
وعمي عبد الله مات
ياحزني عليهما ..
ارتحت الى الجدار
دار في ذهني الشريط :
هناك محمد على الرصة
وعبد الله بكوفيته يقف قريبا منه ينزل الطلبات ويحاسب الزبائن ..
السيكل النار كما كان يسميه يركنه الى الجدار
بائعات اللحوح على يمين ويسار الباب
ندلف الى الداخل ، تكون جيوبنا و انا سعيد انعم أطيب الطيبين تسكنها الريح ..
نكمل ….السلتة ، يقوم المساح :
يالاهب
أيوة ، يرد محمد لاهب والابتسامة تملأ وجهه :
ماتشتي يا مساح ؟
كم حسابك ياخي ؟
رحلك يا مساح ، قلك كم حسابك
كم حسابك مال ابوك وكم الباقي من المرة الأولى ؟
رح لك ياكلب ياابن الكلب ويضحك :
قلك المساح كم حق المرة الأولة
وادفعه أنا نحو الباب :
هيا لاعد تفضحنا
يااخي يسجل علينا
يعلق سعيد انعم :
اخرج يا مساح قدنحنا طفارى عميان عادك اشتسجل !!!
احد اروع اثنين عرفناهما محمد وعبد الله لاهب ، كانا يفعلان ذلك مع طفارى آخرين !!!
يمر الوقت ، يأتي البَرِح مساء ليلة ، يعرض على المساح مبادلة السيكل بكلب الماني ، يوافق ..
كل ظهر ننزل باتجاه علي عبد المغني ، نمر على سعيد في استديو النجم ، والكلب يرافقنا ، رأس الحبل بيد المساح …..
يتبع …
أ.عبد الرحمن بجاش
ينعي رفيق دربه
( 2 )
” زوربا ” الصحافة اليمنية يقرر الرحيل !! “2”
نواصل السفر في شارع القيادة الى بيتنا ” الثورة” في بيت التويتي
لابد من فاصل مناكفة مع الزرقة الذي أصبح برغم كل شيء فيما بعد جزءا منا ، لا نرتاح سوى بفواصل من حكاياته وأقاصيصه !!!
لابد من اتصال يومي من أستاذنا أبونا الذي احتضن خوفنا وافراحنا وهواجسنا ، يسألني الأستاذ يحيى العرشي :
المساح موجود ؟
أقول :
نعم
تعال معه
واذهب ، فيسمع منك كل ما تريد قوله
أسئلة :
ماذا تريد من المساح الان يااستاذ ؟
يرد ضاحكا:
كل مافي رأسه
ومن تلك اللحظة سجل الأستاذ أن المساح محسوب عليه وأنا محسوب عليهما الاثنين ، وعندما كان يجري أي تقييم في أي جهة أحسب أنا فورا على المساح والمساح على صاحبه وفي النهاية حُسبنا الإثنين عليه ، وكان ولايزال بمستوى أن يكون أبا روحيا …
وأسألك فيما بعد :
من تحترم في حياتك يامساح ؟
فترد بدون تردد:
اثنين :
النعمان الابن
يحيى العرشي
بما يتعلق بالنعمان اتذكر أنني كنت أسير معك في الشارع القصير الذي يربط شارع القصرالجمهوري بشارع جمال ، فجأة تقف سيارة تويوتا لاند كروزر، يُفتح بابها ، “تزرُق ” الى الداخل كما تقولها ..وتذهب السيارة وانا اواصل سيري ، يومها كنت لا أزال أتحسس اقدامي ، ادري انها سيارة النعمان الابن العظيم ، لكنني كنت أتهيب ان اقترب …
عند مستودع الشرق الأوسط تلحقني ، أسألك :
كيف ؟
دخلت مع الرجال وفي الداخل الأستاذ الكبيراول مايراني يصيح :
ليش تجيب معك هذا الشيوعي ؟
يضحك الابن ويجرني جانبا :
خذ واذهب اشتري بدلة وكرافتة وجزمة وارجع اعلمك السياسة …واعود اسألك :
بتشتري ؟
مالك وماله امشي باروح ارسل مصروف لأمي والباقي لنا
وتتكرر الحكاية ، وانا اتهيب الاقتراب للتعرف على النعمان الابن ، اقتربت منه في نادي الخريجين بالسماع لمحاضرة القاها هناك وكنا معا ومحسن الرداعي نستمع له ، بعدها ذهب ولم يعود !!! يومها فهمت أن اليسار العسير لم يعجبه مضمونها !!،
يامساح سيفتقدك الشارع الان ، الشارع الذي ارتبطت به من يوم أن كانوا يحملوك على ظهورهم نازلين من ميدان الشهداء على أن فريق القسم الداخلي هو المنتصر وانا كنت شاهدا انك استوليت على الكأس لتحملك جماهير النادي وتنزلوا العقبة منتصرين وانتم المهزومين !!، سمعت بعدها منصور الهلالي وهو طبيب الان في إب يردد ضاحكا : من الذي يستطيع الاقتراب من المساح المُدارج *…
في باب موسى يظل زبائن العزعزي يشيرون اليك بالبنان عندما تعود للشغل في المطعم ليلا عند عبده سيف العزعزي إن لم تخني ذاكرتي …
وفي الليالي الباردات تراك تبحث عن اقرب حصيرة تضعها على اقرب سرير من الشبط وتنام من غير دفئ ، من يومها كنت توفرالقروش القليلة لتشتري بها بعض الوزف والحلقة والملح وقليل من الرز والدقيق ترسلهم لأمك مع الطبل !!!، أشهد انك ظللت وفيا معها الى النهاية ، واشهد انك قررت العودة لترعاها تاركا قسم الصحافة عندما جاءت رسالة تخبرك بوفاة والدك الفقير جدا الامن الكرامة !!
قلت لي ذات مساء:
قررت أن أكتب الى الحاج فارع صاحب مقهاية فارع تقول له فيها:
سأعود لأرى أمي
ليأتي إليك رد ” البرجوازي ” هكذا كنت تسميه ، قال :
واصل وأنا سأصرف على أمك ، ولم يكذب خبرا حتى تخرجت ..
ليلتها بكيت حتى اختلطت دموعك بمياه النيل ، وحملت في أعماقك جميلا ظلت تردده للحاج فارع على الدوام …
الكاتب علي المقري
Ali Al-Muqri
ينعي المساح
يا لخبر اليمن الحزين !!
الكاتب الكبير محمد المسّاح يغادر حياتنا بهدوء بعد فراق سنوات فضّل فيها البقاء في قريته، بين أناسه البسطاء الذين عاش معهم ولهم وكتب من أجلهم في كل لحظة زمن من حياته .
“لحظة يا زمن” كان الفضاء الأول الذي أخذنا إلى عالم الكلمة اللوحة ، التصوير التعبيري للحظات تفتح الكثير من التساؤلات عن المعنى والمقصد. وهي معان لا تشير إلاّ إلى الحرّية.
بوفاته تفقد اليمن أحد أعلام صحافتها الكبار، تفقد قلما حرّاً بقي على الدوام عصيّاً على التطويع.
فلتنم روحك بسلام أيّها الأستاذ ،
ولنا ذكرى جمالك وصخبك وصداقتك الحميمية .
الرفيق السوداني
محمد المكي أحمد
ينعي الصحفي
محمد المساح
وهنا ابن السودان اليمني يرثي المساح
في وداع المساح ..
مبدع ( لحظة يازمن )
خبر صادم .. هذا المساء ..
رحل محمد المساح الكاتب والصحافي اليمني المبدع ..
قرأت خبر رحيله الموجع باختصار شديد في كلمة (وجعي) التي سطرها الكاتب والصحافي اليمني صديقي عبد الرحمن بجاش مساء اليوم (19 أبريل 2024) على صفحته في (فيسبوك).
أعرف أن رحيل المساح موجع لزميلي الأستاذ بجاش.. وهو صديق تاريخي للراحل المساح ..
الرحيل موجع لأحباب المساح الذين عايشوه وتفاعلوا معه.. كان انساناً متواضعا وبسيطا لكنه كان كبيرا بأدواره في عالم الكلمة والإبداع.. وكان ممتلئا بقيم شموخ يمنية وانسانية، ..
رحيله موجع للذين يحبون معانقة حروفه التي كان يكتبها بلغة جميلة تحت عنوان (لحظة يازمن).
عشت في أحضان صنعاء ، ووسط دفء الزملاء والأصدقاء .. اذ عملت صحافيا في صحيفة (الثورة) الحكومية اليومية.. وكانت آنذاك هي الصحيفة اليومية التي تتصدر الساحات ..
هناك عرفت المساح انساناً، وكاتبا ومبدعا كبيرا..
في سطور حيوية، و نابضة بالإبداع والمواقف الجميلة، كان المساح يحلق بالقاريء مع تباشير الصباح في أجواء الكلمة الجميلة الهادفة.
هناك في صحيفة (الثورة) ربطتني بصديق عمره وصديقي الاستاذ عبد الرحمن بجاش أجمل العلائق الإنسانية الدافئة.
في ذلك المناخ كان المساح محبا للإنسان ولا يعترف بحواجز الزمان والمكان..
مثلما كتب صديقي بجاش عمود وداع رائع عندما قررت مغادرة صنعاء والسفر إلى قطر للعمل هناك في العام ١٩٨٤ بعدما عملت في صنعاء ابتداء من العام ١٩٧٩ كتب المساح أيضا حروفا نضرة ودعني بها أجمل وداع في عموده اليومي (لحظة يازمن) ..
بجاش والمساح كتبا عن لحظة وداعي بنبض يماني مشحون بالحب والنقاء والدفء الإنساني وروح التفاعل التاريخية بين السودانيين واليمنيين.
المساح وبجاش طوفاني بنبض الأصالة والوفاء اليمني .. فشدّدا على معنى واحد .. أكدا أنني كنت واحداً منهم .
نعم كنت وما زلت واحداً منهم أتفاعل مع قضايا الإنسان اليمني المكافح والأصيل وتطلعاته المشروعة في سبيل العيش الكريم . .
في الدوحة العاصمة القطرية حملت اليمن في دواخلي ..وحملت نبض الوفاء لبجاش والمساح وزملاء وأصدقاء .. ولليمن التاريخ والأصالة والشموخ ..
أذكر أنني كتبت خبرا في أيام عملي الأولى في صحيفة (العرب) القطرية أشرت فيي نصه الى (جامعة صنعاء)وكان الخبر عن جامعة (قطر).
اللافت أن المصحح في صحيفة (العرب) لم يكتشف الخطأ.. ولم يكتشفه أحد غيره ..
اليمن سكن دواخلي وأنا مقيم في قطر ، هناك أعددت أول صفحة أسبوعية في تاريخ الصحافة القطرية بعنوان (اليمن السعيد) فاحتضنها أبناء اليمن في قطر بمحبة، وبعضهم قال : كنا نقرأ مقالاتك في صحيفة الثورة وتحقيقاتك في صنعاء ومناطق يمنية وكنا نظن أنك يمني..
قلت نعم أنا يمني الهوي..
أو كما أبدع ابن اليمن حبيبنا وصديقنا بروفيسور نزار غانم ، وصنع وصفا وتركيبة رائعة هي : ( السوماني)
نزار هو الشيخ التاريخي ل(السومانية)
وهو يواصل تعزيز وتقوية بنيانها أينما كان داخل اليمن، و لدى انتقاله إلى السودان .. و منه إلى مصر التي تحتضن حاليا سودانيين ويمنيين وبشرا يعانون من أوضاع شتات فرضها اضطراب الاستقرار والأمن في بلادهم .
كانت الصفحة الأسبوعية التي أعددتها عن اليمن في الدوحةً تتناول اخبارا سياسية وثقافية واقتصادية ورياضية،وقد واكبت تطورات اليمن حتى تحققت وحدة الشطرين.
حبي لليمن ارضاً وشعبا نابع من أسباب عدة يطول شرحها، لكن القواسم الانسانية المشتركة بيني و المساح وبجاش ومحمد الزبيدي وأحمد الأكوع ورؤوفه حسن وناجي الحرازي وزملاء أعزاء آخرين كانت وما زالت تشكل زادا حيويا لا ينضب.. وشريان تواصل يضخ دماء المحبة المتبادلة..
رحيل المساح فقد لليمن ، وعشاق الكلمة الخضراء، النابعة من نبض الناس ، كان صاحب ( لحظة يا زمن) متميزا ومبدعا كبيرا ..
حمل هموم وطنه في قلبه وعقله وضميره ،وسجل من أجل عزة وكرامة انسان اليمن أنبل المواقف ، بأروع الحروف .
نسأل الله ان يتغمد فقيدنا المساح بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته .
التعازي لك اخي العزيز عبد الرحمن بجاش ولأسرة المساح وأهله، ولكل أحباب وأصدقاء وزملاء فقيدنا العزيز.
(انا لله وانا اليه راجعون)
لندن
19 أبريل 2024
المساح وحيداً مثل لحن مكسور
بقلم : عمارالمعلم
——————–
الان يا ابن قاسم بجاش ، عليك ان ترفع الراية البيضاء ..
مات المساح
مات رفيق العمر و صديق الحرف و توأم الساعة الأخيرة من الزمن الحزين .
الان يا ابا حسام بات ظهرك مكشوفاً للنسور الجائعة و للصقور البعيدة في هذا الفضاء التعيس ..
اعرف حجم حزنك الذي لا يسعه بحر و لا يحده مد و لا جزر ..
ذات يوم عام ١٩٩٧ أخبرتني انه علامة فارقة و انه رقم كبير و انه الاستاااااذ بلا منازع
قلت لي عن المساح كيف كان يطوي اشرعة الحنين ليعود بك إلى مقاهي التحرير و ازقة علي عبدالمغني…
المساح الذي أخبرك أن الحرف أمانة و الكلمة جبل و الضمير انقى مافي الإنسان إذا صحى
يا ابن بجاش
صار دربك وحيداً
و طريقك اكثر وحشة
و آخر الانقياء و الأوفياء و الزملاء ، قد ترجل عن جواد غربته، ليقول لك ، ان الف ريال لعمود (لحظة يا زمن ) لم يعد يكفي يا عبدالرحمن ..
ليقول لك ، ان زرع قلبه ، حين غاب و لم يعد الى قريته المنسية ، قد أتلف روحه و ادمع عينيه و انه صار منذ تلك اللحظة قد كبر الف عام ، و مات الف مرة ….
يا ابن بجاش ….مات المساح ، فاخبرني كيف تطير بجناح واحد ..
و كيف تتنفس من ثقب أنف واحد ، و رئة وحيدة ؟!!!!!!
حين التقيتك وحدك ، يا ابا حسام أمام وزارة الاعلام ، عام ١٩٩٧
قلت لك اين صديقك المساح …انت مثل السيف لا يمكن أن تسير وحدك بلا غمد …
و ضحكت حتى ادمعت عيناك..
يا إلهي..كم يصبح اكثر الخلق كبييييييراً ، حين يكون المساح هو من آثر الغياب وحيداً حزيناً ، كسيراً مثل لحن موجوع و اغنية لم تتفوه بها الشفاه .
الدكتورة سامية الأغبري
رئيسة قسم الصحافة
جامعة صنعاء
تنعي الصحفي
محمد المساح
ياه …. وجع رحيلك يا انبل من عرفت ما زلت اتذكر حين بدأت في اواخر الثمانينات امارس العمل الصحفي كنت مرشدا وزرتك ذات مرة الى بيتك المتواضع في غرفة تكتظ بالكتب والاوراق وكنت غاية في السعادة واني استمع لتوجيهاتك وفكرك النير وتعاملك الراقي جدا مع المرأة.
لتنم قرير العين يا صاحب اللحظة التي لن تنتهي برحيلك فأنت حي في وجداننا.
نعزي انفسنا قيل ان نعزي اهلك ومحبيك وخاصة ابنك الاعلامي سهيل .
شغلتنا هموم الحياة عن رؤيتك والتواصل معك
الإعلامي
BBC
أنور العنسي
Anwar Al Ansi
ينعي الصحفي
محمد المساح
المساح .. المبدع المشاكس
أنور العنسي Anwar Al Ansi
كأنه البارحة، ذلك اليوم الذي رأيت فيه محمد المساح لأول مرة في بداية حياتي المهنية، وذلك في حجرة صغيرة بدائرة التوجيه المعنوي تم تخصيصها غرفةً لتحرير صحيفة (الثورة) الرسمية بعد ذلك الحريق،المتعمد الشهير، الذي إلتهم مقرها ومطبعتها منتصف سبعينيات القرن الماضي.
توالت بعد ذلك لقاءاتنا، وكان أكثر ما شدَّني إليه طريقته في الكتابة .. كتابة عموده المعروف (لحظة يازمن) ومنذ ذلك الحين أدركتُ أن المساح كاتبْ كبيرٌ وأديبٌ مبدعٌ فحسب، وليس بالضرورة صحفياً مثلنا يركض وراء الخبر أو يشتغل على التحقيقات والمقابلات، وإن كان احياناً يقوم بمراجعة بعض موادنا الصحفية.
ما كان أكثر لفتاً للإنتباه أن المساح ينصرف بكل حواسه وجوارحه لاقتناص الأفكار وتدوينها على أوراقه بخطه الخاص غير المنمق الذي كان يشبه إلى حدٍ كبير حياته وأسلوبه في العيش وعلاقاته بالآخرين.
كان المساح نزقاً غضوباً، ومهذباً متواضعاً في آنٍ معاً، وشارد الذهن كثيرا. خصوصاً في لحظات الكتابة، وذلك عد انتهائه من مضغ وريقات (قات) قليلة، وبقلقٍ واضحٍ يخط أسطره راسماً خواطره بعباراتٍ رشيقةٍ متوترة كأنها لوحاتٌ من أفكار أو تأملاتٍ مصورةٍ، أو تكاد تبدو نوعاً من الشعر المنثور، وليس مجرد مقالٍ صحفي وكفى.
الأهم من ذلك أن أحداً من قرائه الذين لا يعرفونه لا يكاد يصدق ان تلك الكتابات البديعة صادرةٌ عن ذلك الرجل القصير القامة، وذي الثياب الشديدة البساطه المشدودة على رأسه وجسده النحيل.
كان المساح معروفاً بصيحاته التي تسبق مقدمه إلى المكان، وبمشاكساته الجميله، ونقاشه الحاد، ولهجته الخاصة، ولعناته على الجهلة والأغبياء.، صريحاً لا يحب المداهنة على حساب ما يؤمن به ضميره.
لم أتفاجأ كثيراً عندما علمت في السنوات الأخيرة، أنه هجر صنعاء، وعاد إلى قريته، معتزلاً الحياة والناس، ومفضلاً داره القديمة لقضاء سنواته المتبقية من حياته بجوار ملاعب صباه وطفولاته الأولى، فذلك كان خياره الوحيد للاحتفاظ في داخله بالإنسان الذي لم يعد بقدرته العيش في عاصمة زادت قسوةً وتوحشاً، ولم يعد فيها من مكانٍ للأنقياء المرهفين أمثاله.
لمحمد المساح،في داره الأبدية، الرحمة والراحة والسلام، وله في قلوبنا المحبة والخلود .
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
ممثلة برئيس تحريرها
المستشار :
عبد الرحمن بشر
والتي آلمها النباء
لوفاة الهامة الإعلامية
والصحفية الكبيرة
الأستاذ محمد المساح
تتقدم بآصدق آيات
العزاء والمواساة
لكافة أبناء وأسرة
الفقيد محمد المساح
ولكافة قرائه ومتابعيه
ومحبيه وفي مقدمتهم
الكاتب الكبير
عبد الرحمن بجاش
سائلين الله تعالى
أن يتغمده بواسع
رحمته ورضوانه
وإنا لله وإنا اليه
راجعون …
إدعوا له بالرحمة
الفاتحة ….