دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : أبحرت رئيسة التحرير في مجلة المبدعين العرب – أقلام عربية – الإعلامية المتألقة سمر الرميمة في حوار شيق وممتع مع ملك العود اليمني الموسيقار أحمد فتحي .
شبكة دنيا المغتربين الإعلامية وكعادتها في متابعة ورصد وتوثيق إبداعات المغتربين اليمنيين في بلاد المهجر تابعت الحوار الشيق والممتع وستقدمه لكم في عرض توثيقي خاص وبما أحتواه من أسئلة وأجوبة تاريخية .
كيف كانت الإنطلاقة الأولى للفنان والموسيقار أحمد فتحي ؟
الإنطلاقة الأولى كانت من الحديدة حينما كنت أصطحب معي آلتي الموسيقية وهي آلة الجالون التي صنعتها بنفسي في سن الثامنة ، وفي سن الثالثة عشر أنتقلت من الصفيح إلى العود العادي ، ثم أنطلقت إلى أول شركة إنتاج في الحديدة لتسجيل أول عمل فني وصفي لمدينة الحديدة ، لحنته وسماه الشاعر ( الحديدة الوديعة ) وسجلته على اسطوانه وفي نفس السنه في الثالثة عشر من عمري وصلت الإسطوانه من اليونان الى الحديدة ونزلت الإسطوانه الى الجمهور ونجحت نجاحا كبيرا ، وهذا أعطاني ثقة ودفعة إلى الأمام .
يحتاج المبدع في البداية إلى شئ ما يحرك داخله مكامن الإبداع .. فحدثنا متى كانت بدايتك وكيف ؟
تلك المكامن حركها الموسيقار اليمني الكبير والفنان أحمد بن أحمد قاسم الذي زار الحديدة في تلك الفترة وأنا في تلك السن أي سن الثالثة عشر وأستمع إلى وأعطاني الدفعة المعنوية الكاملة ونصحني بالتوجه إلى عدن لما بها من إمكانيات ستتيح لي فرصة الظهور والتعاطي مع الآلات الموسيقية الأخرى والفرق الموسيقية في عدن والإذاغة والتلفزيون ، وقد أعطاني صورة كافية إذا أنا توجهت إلى عدن وكيف ستكون النقلة وهذا حرك بداخلي الشعور القوي بأن أقدم على هذه التجربة الصعبة والقاسية وخاصة في السن التي كنت بها وذهبت الى عدن عن طريق الهروب ، لأنه لم يكن هناك موافقة من الأهل لأتشجع على إتخاذ تلك الخطوة ، وفي عدن حققت ماقله الموسيقار أحمد قاسم من حضور وأطلق علي في تلك الأثناء في أول إحتالية أشتركت فيها والفنان الكبير محمد سعد عبد الله والفنان الكبير محمد مرشد ناجي احتفالية واحدة لصالح محمد قاسم – وقد أطلقوا علي في تلك الإحتفالية لقب ( الطفل المعجزة ) .
الفنان والموسيقار اليمني
أحمد بن أحمد قاسم
– من أين جاء لقب (ملك العود) ؟
لقب (ملك العود) جاء بعد رحلة طويلة من العطاء وإلتراكم والخبرة والتجارب التي يمز بها اى مبدع ، وبعد هذه
العظاءات الكثيرة فالجمهور بالمقابل أعطانى ذلك اللقب (لقب ملك العود ) ، مع انى” أعتز بجمهورى اكثر من الألقاب فمحبته لى جعله يمنخنى ذلك المسمى ؛ وبالتالى قانا اعتز بهذا اللقب الذى عاش معي أكثر من عشرين سنة تقريبا .
– أى الآلات الموسيقية أحب إلى نفسك؟
أحب آلة إلى نفسى هى آلة العود، وهي بالمقابل اعطبنى كل اسرارها، وكما ذكرت انى بدات بآلة الصفيح التى
صنعتها بنفسي، ومن ذلك العهد او تلك الفترة وحتى الآن فانا املك اعلى واقيم وأثمن الآلات الموسيقية وهي
الة العود ، اصبحت تصنع لى الات خاصة بمواصفات ومقاسات معينة إلى آخره، فالة العود هى حياتى، واستطيع أن أعبر من خلالها بكل ما فى خلجات نفسى من مشاعر سواء كاتت غاضبة او سعيدة او متعطشة إلى شيء ما، وكل المشاعر الإنسانية التى تسيطر على الفنان تخرج نغما عن طريق هذه الآلة المحببة إلى نفسي وروحي .
– كونك مطرب وملحن وموسيقي أين تجد نفسك اكثر ؟
كمطرب عندى عشرات الألبومات إستقبلها الجمهور بحب ليس فى اليمن او فى الجزيرة العربية فحسب وإنما تجاوز ذلك .. اما كملحن فقد غنى من الحاني الكثير من المطربين العرب، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر : المطرب العربى الكبير وديع الصافي ، ولطفى بوشناق، سميرة سعيد، محمد الحلو،” طلال مداح، ابو بكر سالم
والكثير الكثير… وبالتالى فقد ثبت عند الناس كونى مطربا وملخنا، أما كموسيقي ققد وصلت موسيقاى إلى أكبر مسارح العالم، مع أكبر اوكسترا السيمفونيات العالمية، وكان اخرها فى قاعة العظيم تشايكوفسكى فى موسكو مع اوكسترا موسكو السيمفونية قوامها اكثر من (120) عازف وكورال، فالحمد لله هذه الجوانب غطيت تغطية طيبة ، وقد استقبلها الناس فى كل مكان بكل ترحاب وحفاوة ؛ وهذا اسعدني كثيرا .
– ما هو تقييمك للمشهد الموسيقى اليمنى بشكل خاص والعربي بشكل عام ؟”
بالنسبة للمشهد الموسيقى فى اليمن والوطن العربي.. فى اليمن الفنانين في هذه المرحلة ظلموا كثيرا بسبب المشاكل ويسبب الإهمال، والدولة لم تعتن بكل انواع الفنون، فهى مهملة إهمالا تاما، ويظل المجهود الفردى الذى يقوم به مجموعة من الشباب الموهوب مجهودا يشكرون عليه ولكن لإ بد من الدعم والتوجيه لهم، واعتقد ان هذه المرحلة صعبة، وانهم ظلموا كثيرا، وبرغم هذا تظل اليمن وبدون شك ولادة للمبدعين، فكما اوجدت عمالقة من قبل ستوجد حاليا مواهب حقيقية، وهى موجودة على الساحة ولا ينقصها سوى الفرص، ونتمنى لهذه المواهب كل التوفيق فى ان ينجزوا، أما بالنسبة للوطن العربى فارى ان هناك تراجعا كبيرا فنيا وموسيقيا، وللأسف فالاعلام يسلط الضوء على ما يقدح من أعمال في معظمها سطحية ولا تليق، إلإ من رحم ربى، فبعض الطفرات تاتى من هنا وهناك من مواهب حقيقية ولكن تظل محصورة ؛ لأن الإعلام لم يسلط الضوء على هذه الطفرات للأسف الشديد، نترك المشهد برأيى لفترة قادمة حتى ثتاح الفرص للمواهب الحقيقية، وهى موجودة في الوطن العربى، فقط هى بحاجة ان ثتاح لها الفرض وان يسلط عليها الضوء من قبل الإعلام لتثبت ذاتها، والله المستعان .
– فى رأيك ما هو العصر الذهبي للأغنية اليمنية؟
العصر الذهبى للأغنية إذا أخذنا مصر كمثال فالعصر الذهبى هم : أم كلثوم وعبد الوهاب والسنباطى وإلقصبجى
واسمهان وليلى مراد ، وإذا اخذناه فى الجزيرة العربية ايام العطاء الحقيقي من الفنانين طلاح مداح وعبد الله
محمدومحمد عبده، فكانت الحصيلة الأخيرة من هذه الأسماء رائعة، وتقدم أعمالا حقيقية، وبها من إلإضافة
والقيمة الكثير، ولا أريد ان أسمى كل بلد لوحده لأن هناك الكثير، فمثلا فى الكويت في الفترة الذهبية ظهر آنذاك
من الفنانين : عوض الدوخى ، وعبد الكريم عبد القادر وغيرهم من المبدعين الكبار، اما فى اليمن كانت الفترة
الذهبية ايام الفنان محمد مرشد ناجي ومحمد سعد عبد الله ومحمد عبده زيدى وأحمد بن احمد قاسم ومحمد
جمعة خان وهلم جرا… وفي شمال اليمن من الفنانين على بن على الآنسى وعلى عبد الله السمة والسنيدار
والأخفش والحإرثى . كانت فترة ذهبية للأغنية ونرجو ان تعود الفترة الذهيية حتى تاخذ المواهب احقيتها وتتبوا
المشهد في اليمن وفي الوطن العربي .
– يعيش مجتمعنا العربى بعض الفوضى الفنية مبعثرة قى طريقها مجموعة من القيم.. من المسؤول عن ذلك ؟
باعتقادى أن الفوضى الفنية فى الوطن العربى سببها شركات الإنتاج التجارية؛ فهى تفرض أحيانا على الكثير من
المشتغلين في الإنتاج الموسيقي والغنائي- تفرض عليهم أشكالا موسيقية محددة، على اساس أن الجمهور يريد ذلك، وتقوم بإغرائهم بأن النجاح سيكون بتلك المواصفات؛ بالتالي ثتاح لهم مساحات إعلإمية كبيرة، ومن هنا فتحت شهية انصاف المبدعين، وبداوا يشتغلون فى هذا الجانب الذى لا إبداع له، فإصبحت المسالة فوضى كما ذكرت انت للأسف الشديد .
– لليمن مكانة كبيرة فى وجدانك ومنها انطلقت وحققت هذا النجاح الكبير.. حذثنا عن اليمن وموقعه في قلب احمد فتحي؟
مكانة اليمن في وجدانى لا توصف ولا حدود لها، وقد ترجمث تلك المشاعرفى نص كتبه الدكتور الكبير شفاه الله
وابقاه لنا رمزا نعتز به – الدكتور عبد العزيز المقالح، حيث لحنث له نصا يقول فيه: “فى لساني يمن فى ضميري
يمن تحت جلدى تعيش اليمن خلف جفني تنام و تصحو إليمن.. صرث لا اعرت الفرق ما بيننا اينا يا بلادى يكون اليمن ؟” وعملتها افتتاحية لمسرحية الفار فى قفص الاتهام، تم اخرجت هذه النصوص والالحان من المسرحية وعملتها اوبريت لوحدها، وتغنى بها مجموعة من المطربين اليمنيين، وهي كانت تعبير حقيقى بما بداخلى تجاه اليمن ؛ فاليمن بالنشبة لى هى powerJT، والقوة التى” تدفعنى إلى التوجه إلى كل مكان بما احمله من إرث موسيقى راق وعال، اليمن شيء كبير، ختزالة في إجابة صغيرة يعتبر ظلم كبير لليمن .
– هل الموسيقى قبل الكلمة أم العكس؟ وما هي معايير اختيارك للكلمة؟
إن معظم ألحاني أبنيها على كلمات قمت باختيارها، وقد تعاملت مع اسماء كبيرة وكان لى الشرف فى ذلك،
وبدايتى كانت مع الكبير إبراهيم صادق، تهذا الرجل المبدع الذى لم يأخذ حقه لا حيا ولا ميتا للأسف، فانا بدات
معه بأغنية (ليلتين) وأنا فى الخامسة عشر من عمرى بعد اغنية الحديدة التى حققت انتشارا واسعا فى تهامة
وأصبحت فنان مدينتى بفضل هذه الأغنية، فالأستاذ إبراهيم صادق وهو رجل صعب لا يعطى كلماته إلا لمن
بعتقد انه مجل ثقة، وانا كنت صغيرا آنذاك، لكنه اعطانى كلمات الأغنية وقال لى : فم يتلحينها ثم أسمعني
٠. إياها”، قعندما اسمعته إياها شجعنى واعطانى بقية الكلمات، فبدايتى كانت عظيمة لأنها مع إبراهيم صاد” ،”وكما يقول بعض الفنانين الواعين أبداية فخمة )، ثم فى تلك الأثناء غبيت للأستاذ محمد العدينى وهو استاذ اللغة بية الكبير الذي علم الأجيال، ثم الأستاذ عبد الله غدوه وهو من تهامة، وفى سنة ١٩٧٤ انطلقت للقاهرة،
وتعزفت على الدكتور عبد العزيز المقالح الذى كان يدرس الماجستير في القاهرة وانا كنت فى الثانوية، وبدات
رحلتي مع الدكتور المقالح، ثم مع صديقى وزميلى الشاعر محمود الحاج إلذى عملنا معا عشرات الأعمال فى
اكثر من اربعين نصا، فكل من تعاملت معهم هم من الكبار، فكان النص يسبق اللحن فى بعض الاحيان، واحيانا
عندما يهجم اللحن ويفرض نفسه علي اقوم بعمل اللحن واكلف احد هؤلاء الأصدقاء الشعراء بكتابة نصوص لهذه
الألحان، فأعمالى كانت بهذا الشكل، معظمها تلحن نضوصا جاهزة وموجودة لدئ مختارة ومرتبة ومراجعة ..إلخ وبعضها كان يكتب عليه اي ان اللحن يسبق النص .
الأديب والشاعر الكبير
عبد العزيز المقالح
– هل تأخذ كلمات أغانيك و ألجانك من شعراء وملحنين معينين أم ان لديك استعداد لأن تتعامل مع شعراء مبتدئين؟
أنا ألحن لنفسى ولا آخذ ألحانى من إحد، اما الكلمات فكما قلث لك” سابقا انى آخذها من الشعراء الذين ذكرتهم،
حيث انهم رافقونى طوال رحلتى الفنية الطويلة، ولكن هذا لا يعنى أنى لا اغنى لموهوبين مبتدئين؛ فانا عنيت
لموهوبين كثر، فمن الشباب الذين تعاملت معهم وهم تقريبا لم يكونوا قد كتبوا لأسماء غير الأسماء المحلية،
وبعضهم ربما كان فى بداياته ويكتب لأول مرة، الدكتور إبزاهيم أبو طالب، والاخ الأستاذ سعيد نور، والأخ عبد
الهادى الأثوري، والأخ عبد الرحمن المضؤاحي، والأخ عبد الهادى الخضر رحمه الله، واخرهم الآن محمد الدفيني، كل هؤلاء تعاملت معهم للأخذ بأيديهم، ولكى تصل اعمالهم للجماهير جتى ياخذوا.الفرصة الطيبة، وهم كلهم
فى الحقيقة أساتذة، ولكن لم تكن هناك فرصة مناسبة لأن يظهروا اعمالهم فكان هذا التعاون، ويوجد كثير من
الشباب الذين إتناول نصوصهم، وهذا من واجبى ان امد يد العون للشباب والموهوبين .
– هل تعاونت مع فنانين شباب وأخذت بايديهم؟
نعم تعاملت مع فنانين شباب مطربين واخذت بايديهم، ومن ضمنهم حسين مجب اخيرا عندما جاءنا إلى القاهرة
واعطيناه لحن، وهناك أوبريت شباب الثورة السلمية إذ أن مجموعة المطربين فيه كلهم شباب وانا تبنيتهم حيث كانوا يغنون فى الساحات فقط لكنهم غير معروفين، فهذا الأوبريت لو تشاهدونه ستجدون اربعة اسماء لمطربين غير الموسيقيين، فالحقيقة عملنا ما نستطيعه مع كثير من المواهب اليمنية سواء فى عدن او في صنعاء او فى الحديدة أو فى حضرموت.. وهم كثر، كما اننى على”استعداد ان اعمل تعارف بين الملحنين المبتدئين والمطربين ليعملوا مع بعضهم البعض، فكما مدت لي يد العون من الكبار قديما من واجبى ان امد يد العون للمبدعين الآن في الساحة الفنية .
الشاعر القدير
محمود الحاج
– كيف ترى اليمن وأنت في مصر ؟
أنا أسكن فى مصر ولكن روحي فى اليمن، في. بلدي، وارى كل شيء واتألم واتوجع واحزن كثيرا، ولا ادرى هل هي دعوات اجدادنا ان يفرق الله شملنا!، انا لا افهم ما الذى يحدث لبلادنا فهى من محنة إلى محنة، نسال الله اللطق والسلامة .
أسكن مصر
وروحي في اليمن
– هل بقاء الفنان داخل اليمن يعيق رحلته الإبداعية ؟ وما الذى يضيفه الاغتراب للمبدع اليمني ؟ “
الخروج من البلد بالنسبة للفنان إن كان فنانا حقيقيا قد يساعده، المهم ان تكون لديه القدرة على الإضافه؛ لأن
هناك فنانين لم يخرجوا من اليمن واشتهروا فى الداخل والخارج امثال الفنان الراحل محمد سعد عبدالله،
والفنان محمد مرشد ناجى، هم غادروا كزيارات عادية ولم يقيموا خارج اليمن، والسبب فى انتشارهم خارج اليمن لأن لديهم القدرة على ان يوصلوا إبداعهم خارج الحدود، فبالتالي العملية متداخله وتعتمد على قوة وقدرةالفنان نفسه .
– ما اهم المواقف التى تعزضت لها واثرت فيك إنسانيا وقنيا؟
من المواقف التى تعزضت لها وكان لها تاثيرا كبيرا على”نفسيا وإنسانيا الناس الذين يعيشون فى العشش في تهامة، يعيشون حياة الضنك والعوز، والجميع ينظرون إليهم بلا رحمة ولا شفقة، واخيرا السيول جرفت تلك العشش، فهذا يحرك فى الإنسان العادى اشياء كثيرة تؤلمه، قما بالك بالإنسان الشفاف .
الفنان والموسيقار
فريد الأطرش
– بمن من الملحنين تائرت؟
تأثرث فى بداياتى بالموسيقار فريد الأطرش في إلتلحين والعزف، وبالموسيقاز احمد بن احمد قاسم رحمه الله، وكذلك محمد سعد عبدالله، والمرشدى، وأنا حين بدات وأنا صغير باغنية (ليلتين) كان تاثرى بمحمد سعد واضحا ايامها، مع ان الموهبة كان تفرض شروطها الخاصة على، موهبتي تتدخل فى كل شيء وبصلح المسار إلذى يخصني انا، ولم.اكن ادرك هذاء ادرته بعد عقود، ا ان هذا اللحن لايشبه احمد فتحى، أو لا يمثل بصمتي الخاصة، فبلا شت أني تاثرت بهم واستفدت من تجاربهم .
قدمت اليمن للمكتبة الفنية العربية اصواتا واسماء عظيمة منها أحمد فتحي واسماء كثيرة لا مجال لحصرها هنا.. من تعتقد من الأصوات الشابة يمكن ان يواصل هذه المهمة كسفير للأغنية اليمنية خارج اليمن ؟
تحديد اسم معين أو اسمين أو ثلاثة ليكونوا حاملين مهمة الفن اليمنى أو كسفراء للأغنية اليمنية.. الحقيقة لااستطيع تحديد أسماء معينة لأن المواهب الموجودة فى اليمن وخارجه من الشباب كثيرة، مثلا فى اغنية
رمضان الجديدة لهذا العام والتي حملت عنوان (مرحبا رمضأن) وسجلنها فى الأستديو بالقاهرة جاءت خمسه
أصوات يمنية للكورال، كل صوت منهم يصلح لأن يكون صولست، وان يكون سفيرا لبلده فى نقل الأغنية للخارج
وللداخل أيضا كلهم موهوبين لديهم مواهب كبيرة وقدرات عالية، ويوجد أمثالهم كثير أيضا لم يحضروا للأستديو ولكن موجودين معنا في القاهرة وفي اليمن؛ فالمواهب موجودة ولكن مشكلتهم انه لا يوجد من يتبناهم او يدعمهم ويدفع بهم إلى الأمام؛ لأنه لاتوجد لدينا شركات إنتاج ولا يوجد وعى من قبل الحكومة بأهمية الثقافة
والفنون والاغنية والموسيقى وتأثيرها، وبالتالى كان الله فى عون هؤلاء المبدعين، ولابد ان تاتي لهم فرص
انشاء الله .
الفنانة العظيمة
فيروز
– من المطرب الذي إذا استمعت إليه تقول: الله ؟
وأقول (الله إعجابا وتقديرا ونشوه.. دعينا مبدئيا نقول الست فيروز العظيمة ..
– كان الشاعر الأستاذ محمود الحاج ضيفا على أقلام عربية وتطرقنا للثنائي الغنائى (الحاج – فتحى) الذى أثرى
المكتبة الغنائية اليمنية” والعربية باغان جميلة وخالدة.. نريد ان نقرا عن هذه التجربة بكلمات أحمد فتحى.. الصديق والشاعر والإعلامى الكبير الأستاذ محمود الحاج شفإه الله تعرفت عليه فى القاهرة، وقد اوعز إليه الدكتور المقالح بان هناك شاب فى المعهد العالى للموسيقى العربية يدعى احمد فتحى لا بد ان تلتقيه؛ فسال على الأستاذ محمود وانا ادرس في المعهد فلم يجدني ولكنه ترك عنوانه، خرجث يومها من الدرس وعودى في يدى، وذهبث إليه وكان يسكن فى العجوزة، فاستقبلنى استقبالا حازا، وحددنا موعدا للقاء فنيا آخر، فاندهش وكتب عني مقالا طويلا، وبدأ يعرض علي بعض النصوص وبداناها باغنية (أجيبيني) وهي من أخلد وأروع ماكتب، واعتقد اني قد توفقت بتلحينها فى ذلك السن ؛ لأنها كانت قصيدة تفغيلة حديثة، وليست كالنصوص التقليدية؛ وبالتالي انا اجتهدت باللحن وترجمته ترجمة موفقة؛ حيث إنها عملت حضورا غير عادى خاصة فى اوساط الأدباء والمثقفين والشعراة، وبدات التجربة من حوالى 1976م إلى اللحظة؛ فاخر لحن قمت به قبل أيام نزل في 1 رمضان اسمه (مرحبا رمضان) وهو من كلماته، ومعظم الأغانى التى عملتها من كلماته غناها معظم”مطربي الخليج في دول مجلس البعاون والجزيرة العربيه من كلماته والحاني مثل اصيل ابو يكر، راشد الماجد، عبدالمجيد عبدالله، خالد الشيخ وكثيرون… فكانت تجربة في الحقيقة غنية وطويلة وممتدة واثرت فى الناس، واستقرت فى الذاكرة الجمعية لشعوب الجزيرة العربية .
الفنان الكبير
محمد عبده
– ما اللحن الذى تحب أن تدندن به بينك وبين نفسك ؟
اللحن الذى أدندن به بينى وبين نفسي هو لحن لقصيدة ابن زريق البغدادى، هذا النص العظيم العظيم العظيم:
“لا تعذليه فإن الغذل يولغه قد قلت حقا ولكن ليش يسمغة جاوزت في لومة حدا أضزبه من حيث قدرت أن اللوم ينفغة فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا من عذله فهو مضنى القلب موجغة” لحنتها أكثر من ثلاثة عقود، ولا يزال
اللحن موجودا عندي ولم أقتنع في ان يغنيه اى صوت سوى صوت معين وجديد من الشباب وهو مصرى، فإذا
توفقنا في ان نجمو بعض المال من اجل ان ننفذه بفريى موسيقى يليق بالنص فسنفعل إن شاء الله .
– بلقيس أحمد فتحى ( هذا الإبداع والجمال والتالق ) كيف بدا ومتى ؟
بلقيس بدأت أكتشف موهبتها في سن السابعة، إى أنها سبقتنى بعام في الموهبة؛ انا بدات فى الثامنة وهي في السابعة، كنت أول ما ادخل إلى الصومعة لأبدا التلحين والعزف كانت تبرك اللعب مع الأطفال وتأتي إلي فاقول لها: “لماذا لا تلعبين مع الأطفال؟”، فتقول: “اريد ان أجلس بقربك وأستمع إليك”؛ فاكتشفت ميولها
المبكر للموسيقى والغناء؛ فبداث بتدريبها شيئا فشيئا حتى وصلت إلى السابعة عشر وادخلتها جامعة القاهرة
كلية الطب، وكنت أحدد لها زمنا للاستماع فكانت تستمع لأم كلثوم وفيروز واسمهان، وتحفظ، ثم التقى بها نهاية اليوم واستمع إلى محفوظاتها من هذه الأعمال والأغانى الكبيرة، وكان لديها حب الإضافة، وهذا ما جعلنى أتاكد من موهبتها، فكانت تقول : “ساغنى لك لأمكلثوم وساضيف إليه إحساسي”؛ فتاكدت انها فنانة مطبوعة .
– الأغنية اليمنية ما موقعها في الساحة الفنية العربية ؟
الأغنية اليمنية هى أساس، هى من أسست للأغنية فى الجزيرة العربية سواء فى الجانب الترائى مثل الصوت
انطلق من اليمن، او الأغتية الحمينية من اليمن، والأغنية الغزلية من اليمن ثم تجاوزت إلى البلدان الأخرى؛ فمثلا
أغنية (يا بنات المكلا يا دوا كل علة) تجاوزت وتغنت بها كل الأقطار العربية، فالآن براجع الدولة فى الاهتمام بالفن او الاغنية جعلها ليست فى الصورة كما ينبغي، وهذا حال مؤقت .
– كلمة أو رسالة
لمجلة
أقلام عربية…
أخيرا ……… أشكر مجلة أقلام عربية، المتوهجة والتى وصلت فى فترة قياسية إلى كل” مكان، وأنا” أتابعها لتميزها وللحضور الكبير الذى انجزته وحققته، وللأسماء الكبيرة النى انتمت إليها، وانا شديد الاعتزاز بهذه المجلة وهذا الصرح الثقافي االذى بنى على مجهود افراد مؤمنين بقضية الثقافة والأدب والعلم… إلخ والشكر موصول لك يا استاذة سمر ؛ فانا شديد الاعتزاز بك ، وبقلمك الراقي والجميل ؛ فلك التحية والمحبة ، وللجمهور العزيز كل التقدير والاعتزاز .
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
نتابع
نرصد
نوثق
ننشر