دنيا المغتربين : خاص : أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اليوم الإثنين الموافق 11 شوال 1439 هــ المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن ” مسام ” في الرياض ، والذي بلغت تكلفته قرابة 40 مليون دولار ، بحضور الأمراء ، والوزراء ، وكبار المسؤولين ، وأعضاء السلك الدبلوماسي ، وممثلي المنظمات الدولية الإنسانية .
معالي المستشار بالديوان الملكي
المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم قدم فيلم تعريفي عن مشروع “مسام “.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة : مما لا يختلف عليه كُل منصف أن المملكة العربية السعودية دأبت عبر تاريخها الممتد بالمبادرة بمد جسور الخير ، والدعم والأعمال الإنسانية النبيلة للدول الشقيقة ، والقريبة في محيطها وكذلك الدول الصديقة، وهي في ذلك تحقق ما تدعو إليه تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف .
وأضاف : كان وما زال دعم أشقائنا في اليمن ، في مقدمة أولويات المملكة عبر عقود من الزمن ، تأكيدا على روابط الجوار، والدين، واللغة، والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني .
وأردف : مركز الملك سلمان للإغاثة ، قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن ، تمثّل في تقديم 262 مشروعا إنسانيا وإغاثيا، تعدّت كلفتها الإجمالية مليار و 600 مليون دولار أمريكي ، توزعت على مشاريع الأمن الغذائي ، والصحي ، والإيوائي ، والدعم المجتمعي ، والتعليم ،وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة ، والضرورية ، وما يزال المركز يعمل بكل جهد ، وحيادية لرفع المعاناة عن كافة المحافظات اليمنية .
وتابع: نتقدم اليوم بمبادرة إنسانية مهمة ، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة ، والأعمال الإنسانية ، تتمثل في ” المشروع السعودي لنزع الألغام ” ” مسام “، الذي تنفذه كوادر سعودية وخبرات عالمية ، لإزالة الألغام بكافة أشكالها وصورها التي زرعتها الميليشيات بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية ، وخصوصاً محافظات مأرب ، وعدن، وصنعاء، وتعز ، ويهدف المشروع أيضاً إلى مساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام، وتمكينه لتحمل المسؤولية على المدى الطويل .
وأضاف المستشار الدكتور الربيعة : تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من المليشيات الانقلابية، بالإضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و 40 ألف لغم في محافظة مأرب ، و16 ألف لغم في جزيرة ميون .
وأردف : بحسب تقارير صدرت عن الحكومة اليمنية منذ شهر ديسمبر عام 2014 م وحتى شهر ديسمبر لعام 2016م ، فقد تم تسجيل ما مجموعه 1539 قتيلا و مصابا جراء ما تم زراعته من ألغام لأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين، ومن المدنيين والنساء والأطفال، تسببت بإعاقات دائمة وكلية لأكثر من 900 شخص ، وكذلك تم تسجيل أكثر من 615 قتيلا منهم 101 من الأطفال و 26 امرأة ، فيما بلغت الإصابات 924 إصابة بينهم 10 أطفال و36 امرأة، بينما ما تم تسجيله في محافظة تعز وحدها 274 حالة بتر لأطراف وإعاقات دائمة منهم 18 حالة لفقدان البصر .
وتابع: خلال عام واحد فقط سجل البرنامج الوطني لنزع الألغام عددا كبيرا من الضحايا والإصابات فقد وصل عدد ضحايا الألغام في كل من محافظات عدن ولحج وأبين وتعز 418 ضحية ، في حين أنه تم في نفس الفترة تسجيل 1775 إصابة، وسجل في كل من محافظتي الجوف ومأرب 380 ضحية و 512 إصابة .
وعبّر “الربيعة” عن أسفه لأن هذه الأرقام المسجلة تعد أقل بكثير من الحوادث التي وقعت فعلياً ولم يتسنْ للبرنامج الوطني لنزع الألغام مباشرتها أو تسجيلها.
وقال: قمنا من خلال مركزنا للأطراف الصناعية بمحافظة مأرب بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرق بين ضحاياه ، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلون أغلب ضحاياها ، وقد قام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم مابين 12 و 72 عاما .
وأضاف : عدد المصابين الذين تلقوا العلاج في مركز الأطراف بمأرب ، خلال المرحلتين الأولى والثانية حتى تاريخ 24 / 6 / 2018 م بلغ 11 امرأة و 12 طفلا و 346 رجلا ، حيث مازالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم، بالإضافة إلى تلقي عدداً من الحالات للرعاية الطبية بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن، وداخل المملكة العربية السعودية على حساب مركز الملك سلمان للإغاثة ، كما أن هناك أيضاً عدداً من الحالات التي تم علاجها خارج اليمن، ومنها 13 حالة في جمهورية السودان، و 45 حالة في الأردن، و106 حالات في مدينة جدة منهم طفلان ليصل الإجمالي إلى 533 حالة .
معالي المستشار بالديوان الملكي
المشرف العام على مركز الملك سلمان
للإغاثة والأعمال الإنسانية
الدكتور عبد الله الربيعة
وأردف المستشار الدكتور عبد الله الربيعة : المملكة العربية السعودية قدّمت لليمن مساعدات خلال السنوات الثلاث الماضية ، بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أمريكي ، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين ، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني وغيرها من المساعدات .
وتابع: المشروع السعودي الإنساني والحيوي لنزع الألغام “مسام”، سيخدم المواطن اليمني، ويضمن له الأمن الحالي والأمان المستقبلي ، وهو واحد من مشاريع ، ومبادرات عّدة تقدمها المملكة ، بهدف رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ، في كافة المناطق والمحافظات ، إذ أخذت المملكة على عاتقها الاستمرار في تنفيذ هذه المشاريع والمبادرات ، حتى يتحقق لليمن الاستقرار، ، والنماء، والرفاه، ويُرى كما كان يمنا سعيدا بأرضه وشعبه .
معالي وزير الخارجية اليمني
الأستاذ خالد اليماني
من جانبه ، قال وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني : سعداء بحضور هذه الفعالية المهمة التي يطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والخاصة بمشروع نزع ألغام الموت التي زرعتها المليشيات الحوثية في كل المناطق اليمنية التي وطأتها أقدامهم الشريرة .
وتقدم الوزير اليمني بخالص الشكر باسم الحكومة اليمنية ، والشعب اليمني إلى حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين ، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، على ما قدموه ويقدموه لليمن منذ الانقلاب المشؤوم على السلطة الشرعية، مؤكداً أن الشكر موصول إلى المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة على إطلاق مشروع نزع الألغام في اليمن ، مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، والذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء للمركز تجاه الشعب اليمني، حيث خصص المركز في عامه الأول فقط مبلغ مليار ريال سعودي ، لإغاثة الشعب اليمني، وتتابعت جهوده الإنسانية لتشمل كل مناطق اليمن من المهرة إلى صعدة ومن سقطرى إلى الحديدة .
وقال ” اليماني “: بقاء تلك الألغام سيتسبب في حصد المزيد من الأرواح بين المدنيين الأبرياء خصوصًا من الأطفال والنساء، وفي أضرار بشرية ومادية جسيمة ستمثل عائقًا أمام التنمية .
وأضاف : الألغام البحرية قد تشكل خطرًا على الملاحة الدولية في البحر الأحمر مستقبلاً وهو ما يحتاج وبشكل عاجل إلى جهود إنسانية دولية ضخمة لنزع تلك الألغام وتطهير الأرض اليمنية وسواحلها من تلك الألغام، وتحييد خطرها وإعادة روح الحياة إلى الأراضي اليمنية المحررة من قبضة المليشيات الحوثية.
وأردف : إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم عن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن ، يعد مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون ، وهي مبادرة محل تقدير الحكومة والشعب اليمني، ونحن في الحكومة اليمنية ، ومن خلال الجهات المعنية سنعمل معًا بالتنسيق مع مركز الملك سلمان لإنجاح هذا المشروع وتحقيق الأهداف المرسومة.
وذكّر وزير الخارجية اليمني، في ختام كلمته، بدعوة الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة لمساعدة الحكومة اليمنية في التخلص من الألغام من خلال تبني مشاريع مماثلة ، وبصورة خاصة مسح الألغام التي زرعها الانقلابيون في الممرات المائية الدولية جنوب البحر الأحمر .
وقد تجول المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة ، الدكتور عبدالله الربيعة على أجنحة المعرض المصاحب للمؤتمر ، يرافقه عدد من مسؤولي المركز ، وضيوف الحفل ، و الحضور الكريم ، واستمع لشرح واف من مسؤولي الأجنحة عن محتوياته ، مبدياً سعادته بما شاهده .