دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : في مطلع شهر رجب 1439هـ ، إنتقل الى رحمة الله تعالى كبير الوراقين الوراق اليمني المعروف الشيخ احمد كلاس عن عمر ناهز 83 سنة قضى معظمه بالوراقة وخدمة الكتب ، والمكتبات والعلوم والمخطوطات وهو أحد النماذج المشرقة للمغتربين اليمنيين حيث سافر من اليمن قبل سنوات طويلة وأستقر به الحال في العاصمه السعودية الرياض وله إسهامات مجتمعية كبيرة من أهمها : إهداء مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض بمجموعة كبيرة من الكتب والمراجع والمخطوطات عند تأسيسها خدمة للعلم والثقافة والدارسين .
وتفرغ الشيخ أحمد كلاس منذ عام 1400هـ للوراقة وبدأ بالبيع في حراج بن قاسم بالرياض الذي يرى أن فيه “كنوزًا من المخطوطات والكتب” وقد أصبح الشيخ أحمد كلاس موردًا رئيسًا للمكتبات العامة كما يعتبر أول من أسس محلات لبيع الكتب المستعملة ، ويأتي له مثقفون من مختلف دول الخليج ، لاقتناء الكتب والمخطوطات لديه ، أما المؤسسات الثقافية فيؤكد أن له علاقة وثيقة بها وقد أهدى العديد من المكتبات العديد من الكتب والمراجع والمخطوطات كما ساهم الشيخ أحمد كلاس في إنشاء مكتبة وقفية خاصة في اليمن .
وكان الشيخ أحمد كلاس يرتاد العواصم العربية وخاصة صنعاء لجلب الكتب والمخطوطات وأحيانا يوفد ابنه لمهمات من هذا النوع ، وقد عاد قبل وفاته بأيام من رحلة لليمن لإحضار كتب قديمة وحديثة كان قد تكفل بطباعتها الوزير اليمني السابق الأستاذ /خالد الرويشان وقام كلاس بإيداعها لحساب كبرى المكتبات العامة وذلك لعدم توافر هذه الكتب وحتى تسد حاجة الباحثين والدارسين والمهتمين بها .
وللمعلومية …… فقد كان الشيخ أحمد كلاس يدعم طلاب العلم وكان يهديهم كتبه الخاصة إن لم تكن الكتب التي يريدونها متوفرة في السوق ، وقد قضى جل حياته في خدمة العلم وطلاب العلم والمخطوطات والكتب بأنواعها وقد أطلق بعد موته بعض الفضلاء دعوة لتأبين الفقيد تقديرا وعرفانا بمآثره وفضله ،وقد كان هناك من لبى الدعوة وتم التأبين عليه رحمه الله فيما غاب إهتمام الدولة اليمنية والمسؤولين المعنيين .
أما أهم زبائنه ، فيقول عنهم الشيخ أحمد كلاس : “إنهم من المهتمين بالثقافة عمومًا ومنهم سابقـًا عبدالعزيز الدغيثر وهو صاحب أندر مكتبة في الرياض ـ كما يقول ـ وأحمد بن الشيخ عبدالعزيز بن باز … وغيرهما .
وللمعلومية ……. فأن الفقيد الشيخ احمد كلاس رحمه الله كان قد اتجه لتأليف الكتب وأنجز ما لا يقل عن خمسين كتابًا ولم تطبع وللأسف حتى وفاته بسبب ظروفه المالية الصعبة حيث كان فقيرا وعاش طوال حياته بسيطا متواضعا محدود الدخل ، وتوفي وهو يتمنى من يتولى طباعة كتبه رحمه الله تعالى .
بقي أن نشير …… إلى أن الفقيد الأستاذ أحمد كلاس والذي يعود أصله الى محافظة البيضاء في اليمن كان قد أدركته الوفاة في منزله مطلع شهر رجب 1439هـ دون أن يعلم به أكثر محبيه ولعل أحدهم الدكتور أمين سيدو تلميذ الدكتور يحيى ابن جنيد ، وأحد مؤسسي مكتبة الملك فهد الوطنية والدكتور محمد المشوح وقد كتبا عنه وعن مآثره ، وحبه للكتاب ودعمه للمؤسسات المعنية به رحمه الله . وقد صدر عن دار الثلوثية للنشر والتوزيع كتاب من ذاكرة حراج بن قاسم الثقافية سيرة الوراق أحمد كلاس وفيه سلط الضوء على شخصية رجل من الرعيل النادر من الكتبيين الخبراء في معرفة الكتب ، وما يتعلق بها من أماكن طبعها ومن قام بتحقيقها وعن جودة الكتاب ومن ألف في نفس الباب ، وقد كانت كل هذه المعلومات كانت حاضرة في ذهن الكتبي الشيخ أحمد كلاس مبكرا في حراج بن قاسم بالعاصمة السعودية الرياض .
شبكة دنيا المغتربين الإعلامية … وكعادتها في متابعة ورصد ، وتوثيق ، ونشر كل ابداعات المغتربين اليمنيين في بلاد المهجر ، لايسعها الا تسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم كبير الوراقيين المكتبي الشيخ أحمد كلاس ، وهو نموذج مشرق ورائع لعطاء اليمني في بلاد المهجر ، وتخصص في جمع وتوثيق ونشر المخطوطات والمؤلفات وخدمة طلاب العلم والمعرفة وعاش زهيدا متواضعا ومات فقيرا معدما وهو يتمنى أن يرى طباعة مؤلفاته الخمسين التي لم تطبع حتى اليوم وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجزاه خير الجزاء لما قدمه للعلم والمعرفة وطلاب العلم بدرجة أولى ،وهنا أجدها فرصة في توجيه نداء خاص لمعالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الوزير معمر الإرياني لتفقد أسرة هذا الفقيد لأنهم في ظروف صعبة وربما يكونون في أمس الحاجة للرعاية من قبل الدولة …… كما نأمل أن يبادر معالي الوزير بطباعة كتب الشيخ أحمد كلاس وهو كذلك نداء خاص نوجهه للجهات والمؤسسات الثقافية والتعليمية داخل اليمن وخارجها ، ورجال المال والأعمال والمهتمين كون هذه الكتب كونها تعتبر نادرة ومهمة وتستحق الطباعة والنشر …
رحم الله
شيخ الوراقين
أحمد كلاس
وأسكنه فسيح جناته
إدعوا له بالرحمة
وجزاكم الله خيرا
الفاتحة لروحه الطاهرة
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
نتابع
نرصد
نوثق
ننشر