أخبار عاجلة
الطبيب والمثقف والأديب والفنان اليمني السوداني نزار غانم سيرة عطرة تجسد روح الإخاء اليمني السوداني         الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” يعلن عن فوز المملكة العربية السعودية رسميًا باستضافة كأس العالم 2034… تهانينا ….         الملاكم العالمي آدم نسيم حميد يفوز بالضربة القاضية على منافسه البولندي….. تهانيناااا         الحاج ياسر فائد علي صالح من أهالي الخير في بريطانيا في رحاب الخالدين … تعازينا         قرعة خليجي زين 26 تضع اليمن في المجموعة الثانية مع السعوديــة والعـــراق والبحرين ….         الدبلوماسية اليمنية تشارك في مهرجــان التعاون الدولي الياباني وتقدم القهوة اليمنية والموروث الثقافي…         الريــاض تحتضن عرس ثقافي كرنفالي يمني لتعزيز أواصر التواصل والمحبة مع المقيمين ….         إجراء انتخابات الجالية اليمنية في مملكة هولنــــدا في أجواء ديموقراطية وسامي الشجرة رئيسا …         أمسية فنية يمنية في مهرجـــان ومؤتمــر الموسيقى العربيـة بالقاهرة ودار الأوبرا المصرية تكرم الموسيقـــار اليمني الكبير أحمد فتحي …..         الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى للباحث زكريا الدهوة من جامعة عين شمس المصرية …… تهانيااااااا         الملاكم اليمني الأمريكي خالـد التويتي يفوز بحزام وزن الريشة … تهانيناااااا         الجالية اليمنية في مدينـــة نيويورك الأمريكية تحتفي وتكرم المبدعين وفي مقدمتهم الفنان فؤاد الكبسي ، والمنشد أبو حنظلة ….         وسط احتفالات السفارات والجاليات اليمنية بأعياد سبتمبر واكتوبر ، طلاب اليمن في الصين يحييـــون ذكرى تأسيس العلاقات الصينية اليمنية …..         السفـــارة اليمنيـــة بالرياض تحذر من تداول أو التعامل بالوثائق المزورة أو انتحال صفة السفارة أو موظفيهـــا         مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطـــان ومستشفى بهية بالقاهرة يدشنان حملة التوعيــة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي …..        

يمنيون في بلاد الضباب

يمنيون في بلاد الضباب (1): اليمنيون أقدم جالية مسلمة مهاجرة في بريطانيا..  

أسماء يمنية على نصب تذكاري في ليفربول لتكريم الذين سقطوا في الحرب العالمية خلال القتال ضد النازية

 تتنات
في ليفربول المدينة الشمالية الغارقة في البرد والأمطار التي كانت لها شهرة مدوية كميناء بريطاني قبل أن تتلاشى أهميتها التجارية بفعل الضربات الجوية الألمانية، يقف على ساحلها الأطلسي نصب تذكاري لقتلى الحرب العالمية الثانية، وعلى النصب باللغة الإنجليزية أسماء آلاف القتلى ممن شاركوا في الحرب العالمية الثانية إلى جانب القوات البريطانية ضد النازية الألمانية، في حينها. وبين أسماء الأشخاص الذين يحملون أسماء: جون، وبول، وجوناثان، وبيتر، توجد أسماء مثل: عبد الله، ومحمد، وعلي، وصالح، وقاسم وغيرها من الأسماء العربية اليمنية التي سقط أصحابها ضحايا الحرب الألمانية ضد الإمبراطورية التي لا تغيب عها الشمس، تلك الحرب التي دمرت ليفربول إلا كنيسة قديمة سقط سقفها وأبقاها البريطانيون شاهدا على فداحة الحرب التي شهدها النصف الأول من القرن الماضي، معظم هذه الأسماء العربية ليمنيين من المهاجرين الأوائل إلى بريطانيا لم يبخلوا بدمائهم في معارك الدفاع عن الأرض التي انتموا إليها ولم تبخل عليهم هذه الأرض بالتكريم الممتد في ذاكرة الإنجليز وذاكرة الأطلسي على حد سواء.

في «البلاد التي تموت من البرد حيتانها» عاش اليمنيون وبقوا رغم الشتات والبرد يسافرون مع الحيتان في البحار ويعملون في مصانع الصلب في برمنغهام ومانشستر وشيفيلد وكاردف وساوث شيلدز وغيرها من مدن المهجر البريطاني.

تسير بنا الرحلة غربا إلى ليفربول، نسير حتى نصافح مياه المحيط الأطلسي المفتوح على الذكريات والحروب وأشجان اليمنيين. لليمنيين مع الشواطئ البريطانية حكايات يرويها الموج والسواحل الممتدة وسفن البخار المعبأة بالفحم والبضائع والحكايات. وكانت طلائع الهجرات اليمنية إلى بريطانيا قد وصلت في نهايات القرن التاسع عشر، حسب أغلب المؤرخين، عبر البحار، وعملوا في البحار معظم الأوقات، وحينما نزلوا إلى البر اتجهوا إلى مصانع السيارات والحديد والصلب يضخون فيها من عرقهم ووقتهم ودمائهم مع كثير من كتل الحديد وشواظ النار (مات الكثير منهم تحت مخالب آلات المصانع)، ومرض الكثير بسبب المكوث فترات طويلة في غرف الفحم أمام جبروت النار والدخان.

تقول الدراسات التي اهتمت بالمهاجرين اليمنيين في بريطانيا إن أوائل اليمنيين الذين وصولوا إلى المملكة المتحدة قد قدموا إليها في ستينيات القرن التاسع عشر 1860م، وما بعدها. وعليه؛ فإن الجالية اليمنية يمكن أن تعد أقدم الجاليات المسلمة في بريطانيا على الرغم من أنها اليوم ليست أكبر الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة. وتذهب بعض التقديرات إلى أن عدد اليمنيين في المملكة المتحدة يتراوح بين 70000 و80000 يمني، أو بريطاني من أصل يمني.

يذكر الباحث محمد المسيبي أن أغلب المهاجرين اليمنيين الأوائل كانوا غير متزوجين، والمتزوجون منهم لم يجرؤوا على إحضار زوجاتهم إلى بريطانيا نظرا لعدم ثقتهم بالبقاء في المهجر أو لخوفهم على أسرهم من الذوبان في خضم المجتمع البريطاني الذي لم يكونوا بعد قد ألفوه في الموجات الأولى من الهجرة. ويذكر كذلك أن الكثير من اليمنيين تزوجوا إنجليزيات أو آيرلنديات، مما أدى إلى انتهاء العلاقة بالزوجة اليمنية في اليمن بالنسبة للذين كانوا متزوجين من المهاجرين.

وتذهب بعض الدراسات إلى أن أول مسجد أسس في بريطانيا قد أنشئ في مدينة كاردف، عاصمة مقاطعة ويلز، أنشأه بحارة يمنيون كانوا يجوبون البحر بين الهند وعدن وكاردف في خدمة السفن البخارية التي تعمل بالفحم الذي مثل أول فرصة عمل لليمنيين الذين ركبوا البحر قديما، ومع الزمن أصبح البحر وطنهم الممتد من مومباي إلى كاردف، هل كان اليمنيون يحلمون بوطن أجمل من هذا؟ وطن يمتد من شواطئ جاوة ومومباي إلى أرصفة الموانئ في ساوث شيلدز وليفربول، إنه بحق «وطن من ماء».

غير أن أهم مراكز تجمع اليمنيين في المهجر البريطاني يعد في مدينة برمنغهام في مقاطعة الوسط الإنجليزي، حيث اشتغل معظمهم في صناعة الصلب على اعتبار أن الأجيال الأولى من اليمنيين الذين وفدوا إلى المدينة لم يكونوا من أصحاب الكفاءات العلمية التي تؤهلهم إلى العمل مع البحرية البريطانية، ولذلك توجهوا إلى مهن شاقة جسديا، لكنها لا تحتاج إلى مجهود عقلي أو كفاءة علمية، حيث كانت الأولوية في وظائف البحارة تعطى لمن يجيدون القراءة والكتابة على الأقل.

وكان لمدينة كاردف نصيبها من هجرة اليمنيين، إذ وصل تعداد اليمنيين في عشرينات القرن العشرين إلى 1500 يمني كانوا حينها يمثلون نصف عدد أبناء الأقليات العرقية في المدينة في ذلك الوقت.

أما ليفربول فقد وصلها اليمنيون في مطالع القرن العشرين حيث بدأوا في الانتقال من البحر إلى البر، وبدأت المدينة تشهد مع مرور سنوات القرن المنصرم عددا متزايدا من المحلات الصغيرة (الدكاكين) التي يمتلكها اليمنيون، حيث لا تزال الجالية اليمنية في ليفربول من أكثر الجاليات اليمنية ممارسة للأعمال التجارية وامتلاكا للمحلات الصغيرة، وإن كان البعض قد دخل في ميادين أوسع على المستوى الاقتصادي.

أما لندن؛ فعلى الرغم من أنها العاصمة فإن وجود اليمنيين فيها يعد بنسبة أقل مقارنة بغيرها من المدن البريطانية، غير أن جالية يمنية يهودية توجد في إن دبليو لندن، وستامفورد إيل. حيث لا يزال اليهود اليمنيون، كغيرهم من أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا، محتفظين بالعادات والتقاليد اليمنية، بما في ذلك مضغ القات وتدخين النارجيلة.

وتوجد كذلك جالية يمنية كبيرة في شيفيلد، بالإضافة إلى جاليات أخرى في مانشستر ونيو بورت وساوث شيلدز التي يرجع تاريخ وصول اليمنيين إليها إلى عام 1890م، وهي أول مدينة بريطانية شهدت أول إضراب أو أعمال شغب ومظاهرات سميت في ما بعد بـ«احتجاجات العرب» (Arab Riots)، قام بها البحارة العرب اليمنيون للمطالبة بالمساواة في حقوق العمالة بعد إحساسهم بعدم المساواة في هذه الحقوق مع البحارة البيض وذلك في عام 1919م في قصة شهيرة تحولت في ما بعد إلى فيلم وثائقي مثير عرض في أكثر من مدينة بريطانية.

وفي سنة 1977 زار ساوث شيلدز الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي الذي عقد زواجه الإسلامي في مسجدها الذي يسمى «الأزهر» تيمنا بالأزهر الشريف في مصر، وقد التقى أعيان الجالية اليمنية هناك، وفي ما بعد تحولت قصة الزيارة إلى فيلم وثائقي تحت عنوان «ملك الجنوب» (The King of the South) أرخ للزيارة وأثرها على معنويات الجالية اليمنية والمسلمة بشكل عام في هذه المدينة من مدن الجنوب البريطاني.

بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد تضاؤل العمل في السفن البخارية المعتمدة على الفحم، التي كانت المهنة الأولى التي امتهنها أغلب المهاجرين اليمنيين في بريطانيا، تحولت مراكز تجمع اليمنيين من مدن الموانئ البريطانية المناسبة لـ«حل وترحال» البحارة، واستبدل الكثير منهم مهنته بمهنة أخرى تمثلت في العمل بمصانع الحديد والصلب في مدن الوسط والشمال البريطاني، التي نهضت صناعة الحديد والصلب فيها على أكتاف المهاجرين اليمنيين الذين تحولوا إلى العمل فيها بعد كساد مهنة البحارة، إثر التحول من الاعتماد على الفحم في تسيير السفن إلى المحركات الحديثة.

وفي المصانع تبدأ قصة اليمنيين مع الحديد الذي ألانوه وشكلوه وعايشوا مراحل تكوينه سيارات ومعدات مختلفة، قصص عجيبة من المعاناة والصبر والكفاح. ولا يزال عدد من المعمرين من المهاجرين اليمنيين يعيش في مدن الشمال والوسط البريطاني، ولكل منهم قصة تستحق أن تروى..

يروي أحمد الملاحي (73 عاما) كيف كان شاهدا على مصرع عدد من زملائه عندما يقعون في الأفران الضخمة التي تصهر فيها كتل الحديد، وتختلط عظامهم ولحومهم بالحديد المذاب في مشاهد تراجيدية مرعبة. يواصل، مفتخرا: «عملنا أعمالا ما كان الإنجليز يقدرون عليها، وكنا في المصانع نعمل في الأماكن الأكثر خطورة أو التي نكون فيها أكثر عرضة للموت»، ويواصل بشيء من التأثر: «بنينا بريطانيا على أكتافنا، وقدمنا لها الكثير، وبريطانيا ما قصرت معنا، والحق يقال».

غير أن بعض المهاجرين اليمنيين في بريطانيا قد شدوا الرحال في رحلة عكسية إلى السعودية ودول الخليج العربي، وبعضهم هاجر إلى الولايات المتحدة، في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم نتيجة للأزمة التي عصفت بقطاع الصناعة في بريطانيا في ذلك الوقت.

 

 

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الطبيب والمثقف والأديب والفنان اليمني السوداني نزار غانم سيرة عطرة تجسد روح الإخاء اليمني السوداني

*** قبل ...