دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : تعمل الدول جاهده على استغلال كل قطره من مواردها المائية الاستغلال الأمثل وتعظيم الفوائد منها . والتجارب كثيره في كل بلدان العالم حتى البلدان الأكثر غناء بالموارد المائية لا تفرط بقطره من المياه .
الموارد المائية
ثروة حقيقية للحياة
على سبيل المثال استفادة أمريكا من نهر ( كولورادو ) بتحويل جزء منه الى عدة مناطق صحراوية جافة وحولتها الى جنات خضراء ومكنتها من استيعاب عدد هائل من السكان . ومن يزور مدن مشهورة مثل ( لاس فيقاس وغيرها من المدن في كاليفورنيا ) البعيدة عن مجرى النهر يلاحظ ان الفضل في استمرار ونمو الحياة فيها يعود الى ابداع الانسان بتوصيل المياه لها من هذا النهر .
نهر
كولورادو
بأمريكا
مصدر حيوي للمياه
أيضاً اذكر في كوريا الشمالية رغم مواردهم المائية الكبيرة ولمن لا يعرفها تعد من البلدان الغنية بالمياه والغابات التي تتخللها الانهار ، الا ان طموحهم ليس له حدود .
غابات الخيزران
في اليابان
مقصد السياح الأول
وأذكر أنه في أحدا المؤتمرات التي حضرتها هناك اخذونا في زياره الى سد ضخم جداً في مصب احد الانهار الى البحر يعني عند مصب النهر الى البحر عملوا سد كبير من أكبر وأعظم السدود بالعالم يحجز مياه النهر ويمنعها من الوصول الى البحر واعادتها الى الخلف لاستخدامها في المناطق الزراعية لاستخدامها في زيادة انتاج المحاصيل الزراعة .
سد الممرات الثلاث
في الصين
من أكبر السدود
في العالم
هذا السد تكفل الجيش ببنائه ، اذكر انهم قالوا ان الجيش انجزه بمدة خمس سنوات ، فما بالكم ببلاد كاليمن الأمطار شحيحة ولا يوجد لدينا انهار ومع ذلك كل السيول والمجاري المائية في المواسم تذهب سدى الى البحر او الى الصحراء لا نستفيد إلا بجزء بسيط منها ، بل إن عدم وجود الحواجز في عدة مناطق تمر منها السيول تؤدي إلى كوارث حيث عند هطول الأمطار تجرف الأراضي الزراعية وغيرها من الممتلكات في بينما الحلول بسيطة جداً حيث بالإمكان عمل سدود أو حواجز لحجز المياه او الفائض منها ، وكل ما أشرفت على الامتلاء يفتح بالتدريج بمقياس معين بحيث لا يضر الاراضي الزراعية .
الأمطار في اليمن
تغرق المدن والممتلكات
ولا يستفيد منها
الوطن ولا المواطن
ورغم ان اليمن كانت من أكثر البلدان اعتمادا على التجارة الا أن المحدد الرئيس لحياة الناس ومستواهم المعيشي ومدى استقرارهم أو هجراتهم كان مدى توفر المياه .
ففي الأعوام المطيرة يزدهر الاقتصاد وينموا السكان وفي السنوات العجاف يسوء الحال ويضطر الكثير من السكان للهجرة .
ولهذا فإن التاريخ يشهد ان أجدادنا السباقون لبناء السدود والحواجز وشبكات الصرف المائية وغيرها من وسائل الحفاض على الماء وتعظيم الاستفادة منه أو حجزه للاستخدام المستمر له كالبرك وما يسمى بالكريف ( وهو مجرد حفره يتجمع فيها المياه للاستفادة منها ولتغذية المياه الجوفية ) ولاستمرارية الينابيع والعيون وأيضاً المدرجات الزراعية وغيرها من الوسائل الضرورية لاستمرار الحياه الكريمة .
أمطار اليمن
تحتاج الى سدود
وتصريف للسيول
وللأسف في زماننا هذا لم يكترث أحد لمثل هذا الموروث الاصيل الذي حافظ على الحياة الكريمة في أحلك الظروف وتكاثر السكان بشكل غير مسبوق في عصرنا هذا اعتمادا على المياه الجوفية بفضل التكنولوجيا الحديثة التي مكنتنا من استنزاف المياه من اعماق طبقات الارض حتى صرنا على حافة المجهول فكثير من الوديان استنزفت مياهها الجوفية والأخرى على وشك أن تلاقي ذات المصير .
فإذا ما أخذنا حوض صنعاء على سبيل المثال كان الحقل مشبع بالمياه الى درجة أن الغيل الاسود كان يشق صنعاء من الشمال إلى الجنوب مروراً بما يسمى الآن بشارع علي عبد المغني مروراً من جامع قبة المهدي إلى غيره من الاحياء السكنية التي ينتهل سكانها من فتحات ساقية الغيل .
حوض مياه صنعاء
مثال حي
على عدم استغلال
مواردنا المائيه
أما البيوت البعيدة عن مجرى الغيل فيكفي حفر عدة أمتار اسفل البيت للحصول على ماء عذب داخل البيت دون عناء الذهاب الى الغيل الاسود ومع تكاثر السكان والاسراف في استهلاك المياه غار الماء إلى أعماق الأرض وصلت في صنعاء الى أكثر من 400 متر تحت سطح الأرض في بعض المواقع والى 400 الى 500متر و900متر في مناطق أخرى .
هذه الحقيقة جعلت الكثير من العارفين يفكرون بنقل العاصمة وتحجيم مدن أخرى تعاني ذات المشكل .
فاسهل بديل مجرب بالجزيرة العربية وهو تحلية مياه البحر يكلف اكثر من ان يتحمله المواطن في اليمن وخاصة في المدن البعيدة عن البحر .
وفي دراسة …… قمنا بها في التسعينيات من القرن الماضي اتضح أن تكلفة نقل المتر المكعب الواحد من المياه من البحر الاحمر الى صنعاء تبلغ أكثر من اربعه ونصف دولار امريكي يضاف الية تكلفة التحلية .
في ظل هذا الوضع الكارثي ولان مع العسر يسرا ، نشهد هذه الأيام الكرم الإلهي بغيث لم نعهده من سنين وكل توقعات العلماء أنه سيستمر لأعوام قادمه وهي فرصه لا تعوض لتعظيم الاستفادة من هذا الغيث المبارك لتنمية القطاع الزراعي وتغذية العيون والينابيع المندثرة أو التي قل مائها أو أوشك على النفاذ بدلا من ترك المياه تذهب سدى في البحر وفي اعماق الصحراء .
أمطار الخير والبركة
تغطي اليمن
ولكن من يستغلها ؟
وعليه فإني أناشد السلطات المختصة بالعمل سريعا على وضع خطط ومعايير التنفيذ لسلسه من الانشاءات التي تكفل تعظيم الاستفادة من هذا الغيث المبارك لإحداث نقله نوعيه بالقطاع الزراعي على النحو الآتي :
1 – عمل مسح لكل السدود والحواجز القائمة حالياً للتأكد من قدرتها على الاستمرار بدون مخاطر في ظل الظروف الجديدة وتو سعة القابل للتوسعة منها لاحتواء كميات كبيرة من المياه وترميم الضعيف منها أو الذي لا يقوى على التحمل ويحتاج الى تدعيم .
2 – وضع التصاميم المأمونة لمجموعة من السدود والحواجز المائية الدائمة الاضافية ، مع الأخذ بعين الاعتبار ضمان قدرتها على تحمل الكم الكبير من المياه والتي يتوقع تصاعدها مع الزمن بحيث تغطي كافة المناطق من قمم الجبال وسفوحها وحتى الوديان .
3 – اصلاح ، وتوسيع قنوات التوزيع والصرف ، لتمتد لأكبر قدر من الاراضي الزراعية ، على شرط العمل على منع استفادة مزارع القات من هذه المياه وكل مياه السدود .
4 – العمل جنبا إلى جنب مع المواطنين على ترميم المدرجات الزراعية وانشاء العديد من الحواجز الترابية البسيطة وغير المكلفة والحفر الأرضية في كافة الوديان والقفار وخاصة الوديان التي تحيط بالمدن بهدف الحفاظ على المياه في اماكن هطولها و تغذية المياه الجوفية لاستعادة تعبئة المخزون المائي تحت الارض وتغذية الينابيع والعيون المائية في أرجاء البلاد .
5 – إعادة النظر في عملية تخطيط المدن ، لإدخال شبكة متكاملة للمجاري ، ومياه الأمطار تحت الارض ، لتغطي جميع الشوارع القديمة بالإضافة إلى الشوارع الجديدة ، والعمل على أن لا يتم شق اي شارع إلا مع وضع مجاري مياه الأمطار تحت الارض ، في كل مشروع يضع له حساب على غرار ما يتم في كل دول العالم . حيث نلاحظ في دول العالم انه مهما كان حجم الامطار التي تهطل لا تظهر على سطح الشوارع على الاطلاق . ففي كل قطعه من الشارع المطر ينزل إلى المجاري تحت الارض و لا يظهر على السطح ، بينما في مدننا في اليمن السيول دائماً تجري على سطح الشوارع وقت الأمطار ، وهو امر يتعذر معه امكانية عبور الشارع سواء من الافراد او المركبات ويتسبب بالكثير من الكوارث .
6 – القيام بدراسة البدائل المثلى للحفاظ على المباني التاريخية و الطينية المبنية باللبن للمحافظة على هذ التراث الاصيل بما له من ميزات وإيجاد بدائل لمنع انجراف جدرانه باستخدام الطلاء التقليدي بالجبس وابتكار بدائل افضل واقل تكلفة ان امكن .
اليمن
لم تعمر السدود
ولم تحمي موروثها
الثقافي والحضاري
نداء …
لكل مسؤول
اليمن …
أمانة في أعناقكم
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
نتابع
نرصد
نوثق
ننشر