ترتبط مصر العروبة بعلاقات تاريخية كبيرة مع اليمن كان في مقدمتها مشاركة الجيش المصري الشقيق في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر المجيده حين أختلطت دماء المصرين بدماء اخوانهم اليمنيين بعد أن هب المصريون بتوجيهات القائد العربي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله للمساهمه في الدفاع عن الثورة والجمهورية وصولا الى هذه الفترة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله .
ثم جاء دور النوع الثاني من الشراكة العملية المصرية في اليمن والتي تمثلت في إيفاد نخب من العلماء والمدرسين ورجالات الثقافة والعلم والأدب المصريين لنشر العلم والمعرفة في اليمن والذين توزعوا بعد الثورة مباشرة في السهول والوديان والجبال والصحاري في مشروع تعليمي شامل لمحاربة الجهل والتخلف والأمية في عموم اليمن .
المعلم المصري طلعت العوام والذي ينتمي الى قرية الدير الشرقي في محافظة قنا المصرية بصعيد مصر كان واحدا من أولئك المعلمين المصريين الذين وصلوا الى اليمن قبل أكثر من 30 عاما لتدريس مادة التربية الإسلامية في قرية شوط بن منصور بعدان وهي إحدى قرى محافظة إب اليمنية وقد كان علما من إعلام التدريس تخرج على يديه مجاميع كثيرة من طلاب العلم والمعرفة الذين تلقوا كافة مواد التعليم من أب ومربي واستاذ عالم ومتمكن بذل قصارى جهده في تعليم أجيال اليمن .
دارت الأيام وبعدت المسافات وكبر الطلاب وشقوا طريق كفاحهم المعيشي والتعليمي بعد أن أنهالوا بالكثير من العلوم والمعارف وكان من اوئلئك طالبين من طلاب الأستاذ طلعت العوام هما نور الدين الرعياني ومنصور الرهيبي واللذان اغتربا في الولايات المتحدة الإمريكية واللذان لم ينسيا فضل ومعروف وعلم أستاذهم الجليل المعلم طلعت العوام والذي عاد هو الآخر الى قريته ومحافظته ليستكمل مشوار التعليم مع طلابه هناك ولم يكن لدى الأخوين نور الدين الرعياني ومنصور الرهيبي إهتمام اكثر سوى البحث عن معلمهم واستاذهم فظلا يبحثان عنه طيلة 30 عاما ,
ولم يكتفي طلاب الوفاء بالسؤال عن معلمهم هنا وهناك بل وأنما قد قطعا المسافات ولأكثر من مره من امريكا الى مصر بل والى محافظة قمنا ولم يجدا استاذهما ولم ييأسا بل ذهبا الى إدارة السجل المدني أكثر من مره بحثا عن معلومات تصلهم بأستاذهم وذون جدوى ,
وفي لحظة فرح غامرة توصلوا الى مبادرة لم الشمل وتمكنوا أخيرا من الحصول على معلومات مؤكدة عن معلمهم الأستاذ طلعت العوام بأنه من أبناء الدير الشرقي في محافظة قنا بصعيد مصر وتمكنوا ومن خلال ترتيبات الأستاذ أمير صلاح صاحب مبادرة تجارب شخصية في بلاد المهجر من اللقاء بمعلمهم المصري طلال العوام وكانت المفاجأة استقبال حاشد شارك فيه أسرة المعلم وأبناء قريته ومحافظته وكان اللقاء ممزوجا بالفرح والدموع في لقاء أسطوري جسد كل معاني الوفاء للوفاء .
لقاء تاريخي نادر يجسد رد الجميل بالجميل ويالها من فرحة عارمة ويالها من مبادرة رائعة حينما يبحث هولاء الطلاب لمدرسهم ومعلمهم طيلة 30 عاما ليجدوه فيكرموه ويحتفوا به في قريته وبين أهله وناسه ومحبيه ..
رابط ذات صلة :
يوتيوب
لحظات الإستقبال الحاشد واللقاء التاريخي بن المعلم وطلابه بعد 30 عاما من البحث
افتح الرابط التالي :
https://www.facebook.com/100005659771526/videos/2409296559411809?locale=ar_AR
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا
من كلمات الشاعر العربي الكبير : احمد شوقي رحمه الله تعالى
توثيق حصري … شبكة دنيا المغتربين الإعلامية 16 ينائر 2025 – المستشار عبد الرحمن بشر – رئيس التحرير