عبد الرحمن بشر : رئيس التحرير : الحديث عن الغربة والمغتربين اليمنيين حديث ذو شجون وقصص وروايات وتضحيات ومحبة وإخاء ، وقد عرف اليمنيين الإغتراب منذ زمن بعيد ولا زالوا حتى اليوم في غربة متواصلة عن وطنهم الحبيب اليمن بحثا عن الرزق والحياة الكريمة وبخاصة مع عدم وجود حكام ومسؤولين وطنيين ينهضوا باليمن اسوة بجيرانها دول مجلس التعاون الخليجي وبسبب انتشار الفوضى والسلاح والمحسوبيات والحزبية والطائفية تخلفت اليمن عن الركب الخليجي ولازالت تتمزق وتتشظى وتتخلف حتى اليوم وللأسف الشديد .

دنيا المغتربين الإعلامية ، ممثلة بالمستشار عبد الرحمن بشر ، رئيس التحرير حاورت المغترب اليمني في الكويت والذي عاد مؤخرا الى موطنه الأصل عدن الأستاذ عبد الكريم عاطف راجح السرحي ( اليافعي ) منذ العام 1969 ، وكان عمره في حدود 10 سنوات لنستعرض معا أهم ماجاء فيه وذلك بناء على تواصل وتنسيق سابق مع الصحفي المعروف والرائع وضاح بن عسكر من عدن .

…. / أهلا وسهلا بكم أولا ، سعدت كثيرا بسماع صوتك أستاذ عبد الرحمن بشر ، وطبعا أنا اسمي عبد الكريم عاطف راجح السرحي من يافع وأنا أغتربت في الكويت منذ العام 69 وكان عمري حينها 9 سنوات وعشر اشهر وكان لي هناك اخت وزوجها والله يرحمهم توفوا مؤخرا في العام 2014 في اليمن وجلسنا هناك ورغم صغر سني الا أنني بداءت في الدراسة لعدم تمكني من العمل لصغر سني ودخلت في مراكز محو الأمية وحصلت على شهادة ثاني ثانوي وبعدها اشتغلت في العديد من البقالات وحيث أصبح عمري 15 سنة تعلمت السواقة ولتعامل حكومة الكويت لليمنيين فقد أتيحت لي العمل في العديد من المؤسسات والشركات قرابة 20 سنه .

…… / عدت الى اليمن في عام 80 وتزوجت ورجعت الكويت واستمريت في العمل الى أن جاء الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت الشقيقة والتي تعتبر وطن ثاني لنا ولكثير من اليمنيين وأضطررنا للسفر في العام 90 وجلست في اليمن حتى 2001 ثم عدت ثاني مرة الى الكويت للزيارة وعملت اقامة عمل وظليت فيها حتى العام 2021حيث عملت مع احدى الشركات في البورصة الكويته ( المركز المالي الكويتي )واستمريت فيها قرابة 17 عاما والحمدلله خرجنا فيها بشهادة و تقدير احتفظ بها الى اليوم وكرمونا وأعطونا كامل حقوقنا وجزاهم الله خيرا .

…. / تعتبر غربتي في الكويت اجمالا قرابة 40 عاما اكثر من المدة التي قضيتها في وطني الأصل اليمن ولذلك فإن الكويت تعتبر بلدى وأكن لها كل الحب والود والإحترام فالكويت دولة رائعة وشعبها شعب رائع وحكومتها الرشيدة تولي كل المواطنين والمقيمين الكثير من الإهتمام والإحترام وأنا شخصيا لم أشعر بالغربة في موطني الثاني الكويت الحبيبة طيلة هذه السنوات .

…. / عشنا مع الأخوة الكويتين كأسرة واحده وكنا نتواجد مع الأخوة الكويتين في جلساتهم ودواوينهم وفي أماكن تجمعهم وكانت تربطنا بهم علاقات متينة وقوية نتبادل من خلالها الإحترام والمشاعر الصادقة وكان بيننا الرعيل الأول من اليمنيين من الشطرين ماقبل الوحدة ومن اليمن الموحد بعد العام 90 حيث كنا جميعا أسرة واحدة تربطنا محبة وصداقة وعشرة واحدة .

…. / اليمنيين بطبيعتهم محبوبين واجتماعيين وأمينين ويتميزون بصفات كثيرة اهمها الأخلاق الطيبة ولذلك فإن تعاملنا ومصداقيتها كانت من الصفات والمميزات التي تركناها عند إخواننا الكويتيين والذين لازالت تربطني بهم صداقة وتواصل عبر وسائل التواصل الإجتماعي منذ عودتي الى اليمن وحتى اليوم ونحن نعتبر اليمنيين والكويتيين شعب واحد تجمعهم المحبة والصفاء والمودة الخالصة والإحترام المتبادل .

…. / للأسف في اليمن منذ زمن ونحن نعاني الأزمات تلحق الأزمات ، ونتمنى أن يستقر اليمن ويعود الى مساره الصحيح اسوة بجيرانه دول مجلس التعاون الخليجي ويكفينا صراعات وفرقة وتشتت فاليمن معشوقتنا جميعا من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها ونسأل الله أن نتجاوز هذه الحروب والمحن والفتن ونعيش ويعيش من بعدنا ابنائنا وأحفادنا بأمن وأمان واستقرار وازدهار .

…. / نحن كيمنيين نكن لدولة الكويت الشقيقة ولجيرانها المملكة العربية السعودية الشقيقة ، والإمارات العربية المتحدة ، وقطر، وعمان ، والبحرين ، كل الود والتقدير والإحترام لما تقدمه هذه الدول الشقيقة للمغتربين اليمنيين من تسهيلات وامتيازات ولدورها الفاعل والمؤثر في اليمن ونسأل الله أن يحفظ اليمن وكافة دول المنطقة والعالم العربي أجمع وأن يعم الأمن والسلام والإزدهار وطننا الغالي حتى ننعم جميعا بالخير والسعادة .

.
…../ نتحدث عن الكويت بكل حنين وعن تفاصيل الحياة اليومية هناك وعن الرياضة الكويتية التي كانت جزءاً من اهتماماتنا. ونتذكرأسماء لاعبي الزمن الذهبي منذ بداية السبعينات ومن أبرز ذكرياتنا استضافة نادي القادسية الكويتي لفريق سانتوس البرازيلي بقيادة الأسطورة العالمية بيليه حيث أقيمت مباراة ودية رائعة على ملعب ثانوية الشويخ انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق سجّل هدف سانتوس الجوهرة السمراء بيليه فيما أحرز هدف القادسية الكابتن جاسم يعقوب.، كما نتذكر بطولات الخليج التي شارك فيها منتخب الكويت وعن الإنجاز التاريخي بتأهله إلى كأس العالم عام 1982 مؤكداين أن تلك الفترة كانت من أجمل مراحل الرياضة الكويتية التي لا تُنسى بل ونصفها بـالزمن الجميل ونتذكرجلسات الديوانيات التي كان يحضرها حيث كنا نعيش بين الكويتيين دون أن نشعربالغربة فنشاركهم عاداتهم وتقاليدهم ونحب ثقافتهم ونظامهم وحياتهم الاجتماعية الراقية .

…. / كلمة التحرير : ذكريات كثيرة أختزلناها في مقابلة المغترب اليمني الأستاذ عبد الكريم السرحي ( أبوماجد ) والتي تضمنت الكثير من القصص والروايات الجميلة عن دولة الإغتراب ( الكويت الشقيقة ) والتي عاش فيها اجمل مراحل حياته ولاتزال ذكرياتها محفوره في وجدانه حتى اليوم بالرغم من مرور السنين ، ويضيف السرحي إن الكويت لم تكن مجرد محطة عبور في حياته بل وطن ثانٍ عاش فيه أجمل لحظاته مضيفاً : خرجت من الكويت لكنها لم تخرج من قلبي ولا من عقلي ولا من لساني وأتمنى أن يعود بي العمر لأزورها من جديد .

ومن مدينة عدن الوجه المشرق لليمن ، وجّه المغترب السابق عبد الكريم عاطف راجح السرحي نصيحة لجميع اليمنيين العاملين في دول الخليج والعالم أجمع بأن يكونوا خير سفراء لوطنهم متحلّين بالأخلاق والأمانة واحترام الأنظمة والقوانين مشدداً على أهمية أن يعكس المغترب صورة مشرفة عن اليمني أينما كان وأينما حل وأينما أغترب ، وليكون بذلك نموذجاً للمغترب الوفيّ الذي لم تغيّره الغربة بل تزيده حباً لوطنه ووفاءً للدولة المضيفة التي احتضنه .





