دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : لم أكن وحيدا وأنا أتابع الحلقة الأخيرة من مسابقة الأطفال المبدعين على قناة ام بي سي عبر البرنامج الجماهيري ذي فويس بل كان هناك جمع كبير من أسرتي يترقبون ويبتهلون بالدعاء لماريا قحطان الطفلة اليمنية الرائعة والمميزة كي تفوز وتحقق حلمها وحلم كل متابعيها ومحبيها .
وأقول حلما لأنه بالفعل كان وسيظل حلما فنحن نرى أطفالنا وأحبابنا وهم يتألقون في سماء الإبداع بالرغم من كل مايعانونه من ألم وحرقة على وطنهم الحبيب اليمن والذي ضاقت به صدورهم وتشتت فيه مجهوداتهم ونزفت من أجله دموعنا ودموعهم .
ماريا قحطان .. هذه الطفله اليمنية المبدعة البرئية ، براءة أطفال اليمن المغلوبين على أمرهم فهم ليسوا كبقية أطفال العالم لأنهم لم يعيشوا طفولتهم الا بين صوت المدافع وضجيج التفجيرات والرصاصات الطائشة التي تصدح لها فهوات البنادق والقناصين المنتشرين على أسطح البنايات وبين الأزقة وممرات العبور وفي الأحياء وبين العمارات وفي أحواش المدارس والمنتزهات المعدومة أصلا .
ماريا قحطان .. هذه الطفله الرائعة التي قبل أن تغني كانت تطربنا فرحا ، وشوقا ، وحبا في اليمن وأطفال اليمن ومبدعي اليمن ، كيف لا وهي توزع لنا ابتساماتها الرائعة والرقيقة التي تملئ ثغرها وتتناثر من على وجنات خدها وهي تتراقص فرحا ، وطربا وأملا في فوز هي أستحقته وبجداره رغم أنها لم تتمكن من الوصول الى الهدف النهائي الذي كانت تطمح اليه .
ماريا قحطان … كسبت الرهان وحققت الفوز في قلوب وأفئدة ملايين اليمنيين والعرب الذين تابعوا إبداعاتها وتألقها على شاشة الأم بي سي ، فالكل رقص من أجلها والكل غنى من أجلها والكل تلذذ بصوتها والكل أبتهج بظهورها وتفوقها وإبداعها .
ماريا قحطان .. طفلة يمنية في عمر الزهور ، مليئة بالأحاسيس والمشاعر الفياضة التي جذبت الملايين لمشاهدتها وتشجيعها بما فيهم الفنانين والمبدعين المشاركين في المسابقة من زملائها وأسرهم ، فلقد كانت الصوت الشجي والوديعه الصغيرة المحببه لقلوب الملايين بدون منازع .
ماريا قحطان .. طفله يمنية بارعة كانت هي الأصغر سنا بين جميع المتسابقين بعمرها فقط ولكنها كانت الأكبر وفاء وحظا وعطاء وتميزا ، وسيكون لها في المستقبل القريب شأن كبير انشاء الله في مجال الإبداع والتميز والتفوق وهذا بشهادة أهل الفن والإبداع وفي مقدمتهم رئيس البيت اليمني للموسيقى الأستاذ الرائع فؤاد الشرجبي .
ماريا قحطان .. الطفلة التي وحدت الملايين من أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وهو مالم يستطيع أن يقوم بها الكثير من الهامات والساسة العظام الذين ألهتهم الحرب وأدواتها وأبعدتهم عن حبهم وتضحيتهم من أجل وطن يريد أن ينعم فيه مثل ماريا بالحب والعطاء والعيش الكريم .
ماريا قحطان .. كم كنتي عظيمة لأنك تفوقتي على كل وصف ، ولأنك صنعت منجزات عظيمية في وقت قياسي وعكستي لنا معنى حب اليمن الذي يستحق منا كل تضحية وإبداع وتفوق .
الطفلة الغالية ماليا والتي بكت وأبكت ملايين اليمنيين داخل الوطن وخارجه ، قد أثلجت صدورنا بما قدمته من إبداع طوال مشاركتها في برنامج المسابقات ، ونقول لها إن دموعك غالية علينا ودموعنا رخيصة من أجلك ياأيتها المبدعة الرائعة ، فلا تبكين لأن المستقبل أمامك والنجاح حليفك بإذن الله .
إبنتاااااا الغالية مااااااريا …
نبادلك الحب بالحب ، وربنا يوفقك
ختاما .. إسمحي لنا إبنتنا الغالية ماريا بأن نرفع لكي أسمى آيات الحب والتقدير والتهاني باسم كل طيور اليمن في المهجر الفخورون بك وبما حققتيه من إبداع رائع ، وسنكون الى جانبك اليوم وغدا باذن الله والف ألف مبروك .
الف مليون مبروك … الغالية ماريا