دنيا المغتربين : عبد الحميد الحسامي : قبل أيام ، اتصل بي صديقي من الهند لأتابع معاملة استخراج جواز لمولوده الجديد ، إذ كانت المعاملة لدى موظف في مركز الإصدار الآلي ، طبعا استخراج جوازات جديدة ، لليمنيين لا تتم إلا في الرياض وأظن ماليزيا وهذا حسب علمي ..
اتصلت بأحد الأصدقاء فبعث لي رقم السفير اليمني في الرياض سعادة د شائع بن محسن الزنداني وقال لي : يمكنك أن تتصل به ، وإن شاء الله سيوجه بعمل حل ، اتصلت بالرقم فلم يجب ، كتبت له رسالة ، وعرفته بنفسي بإيجاز شديد ، ولم اتوقع استجابة منه ، تفاجأت في المساء أن جوال السفير يتصل بي ، فرحبت به ورحب بي ووجدت في حديثه لطفا وجدية وشعورا بالمسؤلية تحدث معي عن ضرورة تفعيل الملحقية الثقافية لتقوم بدورها في رعاية الشأن الثقافي برمته ، وليس متابعة الشؤون الطلابية فقط ورغبته الجادة في ذلك.. وعرضت عليه الموضوع ووعدني بمتابعته .
وظننت أنه قد تصرفه كثرة مشاغله عن موضوع يسير مثل هذا الموضوع ،ولكنني تفاجأت الساعة الثامن صباحا برسالة منه ، تتضمن حوارا له مع الموظف المختص الذي وضح أسباب تأخير إصدار الجواز وطلب مني أن اوافيه بالوثيقة المتأخرة ، ووافيته بها على الواتس الخاص به ، وخلال زمن قياسي تم إصدار الجواز ، تمنيت أن يتم تفعيل موقع السفارة ، لاستقبال مقترحات الناس ، وتسهيل الإجراءات بشكل اليكتروني في عصر التقنية . وأن يتم تفعيل التواصل عبر تلك النافذة .
شكرته على تواضعه ، ورأيت أن من حقه علي أن أشكره عبر هذه النافذة ، أشكره لأنه أشعرني أن هناك مسؤولين يتعاملون بمسؤلية ، أشكره ليس لأنه استجاب لطلبي ، فحسب ، ولكني أشكره ، لأنه في هذا التعامل يمثل قيمة رمزية للمسؤولية ، كم تمنيت أن يتنبه أصحاب القرار في تعيين رجال يستشعرون المسؤولية ويتواضعون للعباد ، أشكره لأنه بعث في روحي أملا بأن الوطن ما يزال بخير .
شكرا لك سعادة السفير الذي عرفته .