دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : نعى شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح نفسه بعبارات وكلمات وجمل مؤثرة وحزينة ليكشف للعالم أجمع حجم المأساة والألم والذي يعتصر قلبه وقلوب كل اليمنيين في الداخل والخارج لما آل له حال اليمن واليمنيين وجاء في نعيه كلمات من درر القول المأثور والذي جسد فيه الشاعر واقعا مرا نعيشه وهي من إختيار الدكتور / عصام الخليدي .
شاعر اليمن الكبير
د. عبد العزيز المقالح
ينعي نفسه
قبل الرحيل
#أعلنتُ_اليأس
أنا هالكٌ حتماً
فما الداعي إلى تأجيل
موتي
جسدي يشيخُ
ومثله لغتي وصوتي
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتي
ووقتي
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتي
لصمتي .
* * *
أبكي
فتضحكُ من بكائي
دورُ العبادةِ والملاهي
وأمّدُ كفي للسماء
تقولُ : – رفقاً يا إلهي
الخلقُ – كل الخلق-
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر حزنْهم
واليأسُ يأخذهم – صباحَ مساءَ –
من آهٍ ..لآه .
* * *
حاولتُ ألاَّ أرتدي
يأسي
وأبدوا مطمئناً
بين أعدائي وصحبي
لكنني لما رحلتُ
إلى دواخلهم
عرفتُ بأنهم مثلي
وأن اليأس ينهشُ
كل قلبِ .
أعلنتُ يأسي للجميع
وقلتُ إني لن اخبـي .
* * *
هذا زمان للتعاسة ِ
والكآبةْ .
لم يترك الشيطانُ فيهِ
مساحةً للضوء
أو وقتاً لتذكار المحبةِ
والصبابةْ .
أيامهُ مغبرّةُ
وسماؤُه مغبرّةُ
ورياحه السوداء
تعصف بالرؤؤس العاليات
وتزدري التاريخ
تهزاء بالكتابةْ .
* * *
أنا ليس لي وطنٌ
أفاخر باسمهِ
وأقول حين أراه :
فليحيا الوطنْ .
وطني هو الكلماتُ
والذكرى
وبعضٌ من مرارات الشجنْ
باعوه للمستثمرين وللصوص
وللحروبِ
ومشت على أشلائهِ
زمرُ المناصب والمذاهب
والفتن .
* * *
#صنعاء…
يا بيتاً قديماً
ساكناً في الروح
يا تاريخنا المجروح
والمرسوم في وجه النوافذ
والحجارة
أخشى عليك من القريب
ودونما سببٍ
أخاف عليك منكِ
ومن صراعات الإمارةْ .
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
نتابع
نرصد
نوثق
ننشر