دنيا المغتربين : عبد الرحمن بشر : إسلام العشيري شاب مصري وهو أحد أبناء الجالية العربية الهارب من جحيم الحرب في اوكرانيا ضمن ملايين الأشخاص الهاربين الى الدول المجاورة ، ولكن وأثناء محاولته الخروج من الحدود الإكورانية شاهد تسجيل فيديو مصور لأب يمني سافر من اوكرانيا الى اليمن قبل الحرب يستنجد بكل الهيئات والمنظمات والجاليات ، للإسراع بإخراج أطفاله الإثنين ، والعالقين في إحدى القرى الريفية الأوكرانية التي تعرضت للقصف الجوي من قبل روسيا عند بداية المعارك .
أدرك الشاب المصري ، إسلام العشيري أن الطفلان اليمنيان العالقان كانا في وضع صعب ولم يكن هناك سوى ساعات قد تفصل حياتهم بعد أن أصبحت في خطر وخاصة وأن القرية تعتبر ضمن حدود العاصمة كييف المستهدفة للغزو الروسي المكثف ، وخاصة بعد أمتنعت جميع المنظمات الإنسانية من مساعدت الأب وتستجيب لنداء الإستغاثه لأن الطيران الروسي أصبح محاصرا لتلك القرية من جميع الجهات .
وقرر الشاب المصري ، اسلام العشيري تعريض حياته للخطر والذهاب بنفسه من أجل إنقاذ الطفلين شعورا منه بالخوف على مصيرهما ولكنه من أجل القيام بتلك الرحلة المستحيلة فقد واجهته العديد من المشاكل وكانت الأولى منها تعطل سيارته ولم يتمكن من اصلاحها ساعتها أستعان بمواطن لبنان ، والذي أعاره سيارته بعد أن قدر زميله اللبناني خطورة الموقف وحياة الطفلين ثم أنطلق اسلام وهو يسابق الزمن من أجل الوصول للطفلين وهو يرى تحرك القوات الروسية والتي تتقدم ناحية مدينة كييف كما كان يستمع الى صوت الطائرات الروسية التي تحلق فوق رأسه كما كان يشاهد ألسنة النيران وهي تتصاعد أمام أعينه من بعيد .
وبالرغم من كل تلك المخاوف والأسباب لكنها لم ولن تخيف اسلام العشيري ولم تمنعه من التقدم بأقصى سرعته نحو الخطر الذي يترصد له ولهم وكان كل مايفكر فيه هو إيجاد الأطفال قبل أن يحدث لهم مكروه ولكن وللأسف وعندما أقترب من القرية أكتشف أنه قد فات الأوان ، حيث بداءت المعارك العسكرية بالفرية وأصبح مستحيل دخولها ولكن اسلام رفض الإستسلام وحاول البحث عن طريقة لإقتحام القرية ولحسن الحظ فقد قام المواطنيين المحللين بمساعدته حيث أرشدوه الى طرق فرعية ليستطيع التسلل بسهوله الى القرية وبالفعل أستطاع إسلام دخول القرية وايجاد الطفلين في منزلهم .
بهذا العمل البطولي الإنساني شعر إسلام بأنه في غاية السعادة وبخاصة وأن الطفلين بخير رغم المعارك التي تحدث بالقرية ، وعندها أستطاع إخراجهم بعد أن كان غير مصدق أنهم لازالوا أحياء وسالمين ، وانتشرت هذه القصة المثيرة على مواقع التواصل الإجتماعي عربيا ودوليا واتصل به معالي دولة رئيس الوزراء معين عبد الملك ليشكره نيابة عن الشعب اليمن بأكمله على نبله وشجاعته ومغامرته كما اتصلت به وزيرة الهجرة المصرية كذلك لتكرمه على مافعله .
بقي أن نشير ….. إلى أن تلك المغامرة الإنسانية للشاب المصري لم تكن أول رحلة إنقاذ يقوم بها في أوكرانيا بل وأن لديه الكثير من القصص والروايات التي تعبر عن شجاعته وشهامته ومنها أنه قام في بداية الحرب من نقل عائلة عراقية بأمان الى الحدود وهكذا يكون الإيثار والتضحية .
من يغامروا بحياتهم
من أجل الأخرين
هم الأبطال الخارقين
الذين يعيشون وسطنا
شبكة دنيا المغتربين الإعلامية … وكعادتها في متابعة ورصد وتوثيق ونشر هموم وقضايا المغتربين اليمنيين في كافة بقاع الدنيا وهي تتابع هذه القضية الإنسانية التي كان بطلها أخونا من مصر الشقيقة اسلام العشيري الذي آثر حياة الطفلين اليمنيين عن حياته ومستقبله وأقدم على هذه المغامرة التي جسدت معنى الإيثار والإخاء والمحبة والعمل الإنساني الخالص لوجه الله تعالى ، ولا يسعنا هنا إلا أن ندعو الجميع بالدعاء له بالصحة والعافية وأن يجزاه خير الجزاء ، مع دعواتنا الصادقه أن يحفظ الله كل اليمنيين داخل الوطن وخارجه …
والحمد لله رب العالمين ،،،
توثيق حصري …
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
شبكة
دنيا المغتربين الإعلامية
نتابع
نرصد
نوثق
ننشر