طبيب يمني في المهجر يكسب قلوب أبناء المجر، وينتخب طبيباً عاماً
أتى محمد إلى المجر عام 1989 – وهو العام الذي انهارت فيه الشيوعية- لدراسة الطب بمنحة من الدولة. كان قد نشأ في قرية بشمال اليمن وقرر أن يعمل بالطب بعد أن توفيت أخته الصغرى عندما بلعت عملة معدنية. لم يكن هناك بالمكان طبيب يمكنهم الاستعانة به. قال “حاولنا مساعدتها قدر إمكاننا لكنها للأسف… توفيت أمام عيني”. تجاربه الأولى في المجر لم تكن كلها إيجابية بالضرورة. ذات مرة أحاط أفراد من حركة (ذوو الرؤوس الصلعاء) بالكلية التي كان يدرس بها مع طلاب أجانب آخرين عام 1989. كان أصحاب تلك الحركة معروفين بالعنف والعنصرية. قال “الليلة الأولى كانت مرعبة ونصحونا ألا نخرج من الكلية في الصباح لأن ذوي الرؤوس الصلعاء يطوقونها… لم تكن لدي أي فكرة عن أصحاب الرؤوس الصلعاء هؤلاء”. تخرج محمد عام 1996 وبعد أن أمضى عامين في اليمن عاد إلى المجر. ومن حينها لم يواجه أي مواقف سلبية هناك. وحين سئل إن كان يعتبر نفسه يمنيا أم مجريا قال “كأنك تسألين أما: أي من أبنائك تحبين؟ ليس لدي وطن أول أو وطن ثان. أعشق البلدين بنفس القدر”. عالج محمد عددا من الأطفال المهاجرين من سوريا في مستشفى جيولا السنة الماضية. وقال إنه على قناعة بأنه يتعين عدم إلقاء عبء حل أزمة اللاجئين على أوروبا وحدها. وأضاف “هذه مشكلة على العالم كله حلها وليس أوروبا وحدها.” وأضاف أنه يمكن أيضا تفهم مخاوف المجريين من المهاجرين. قال “عن نفسي لم أشعر باختلاف. وضع الناس من أمثالي هنا هو نفسه ما كان عليه قبل عام أو عامين”. (رويترز .